قبل أيام قليلة من انطلاق بطولة إفريقيا للأندية لكرة اليد،والتي تنظمها مدينة الناظور،لا حديث يذكر حول هذا الموضوع إلا لفئة قليلة رحمها ربي ،ورحمتها الغيرة على هذه المدينة الفقيرة سياسيا ورياضيا وثقافيا والغنية اقتصاديا،لكن أين يذهب هذا الغنى؟إنه سؤال محير آخر،فترى الناس يتحدثون في المقاهي وفي باب الجوامع وفي الأسواق أوفي تجمعات أخرى عن مواضيع لا تمت إلينا بصلة ولا تعنينا بتاتا إلا( من باب صغير ألا وهو باب الدين)،كأن نناقش موضوع تطورات الحرب في سوريا وأزمة اللاجئين ،وحرب الخناجر بين الفلسطينيين والإسرائليين ،وإلى أي حد وصل الحوثيين في حربهم ضد النظام اليمني.ومواضيع كرة القدم العالمية،....كل هذه الموضوعات لا تعنينا_صحيح_أنها مواضيع أممية لكن أليس الأفضل لنا والأحسن والأصوب أن نناقش قضايانا الداخلية الوطنية والمحلية،ونعرف عنها ،لنأخذ الموضوع الرياضي السالف الذكرنموذجا للنقاش ،إنه حدث رياضي وتاريخي حضيت بشرف تنظيمه مدينتنا الناظور،لا يتعلق الأمر بمجرد حدث رياضي ،وفقط ،بل هو حدث تسويق للمدينة وإيصالها إلى العالمية حيث ستستظيف المدينة ظيوفا من مختلف الدول المشاركة ،والصحف العالمية التي ستتابع هذا الحدث الرياضي،والجمهور الذي سيأتي لتشيع الفرق المتبارية.فتنتعش بذلك السياحة الداخلية ،فتمتلئ المقاهي وينتعش بائع البيوش والبائع بالجملة والبائع بالتقسيط،مما يؤثر إيجابيا على المدينة يتعلق الأمر بالتسويقوإيصال صورة المدينة إلى أبعد مدى؛لنأخذ الحسيميين مثالا في ذلك.الحسيميين الذين جمعتهم الغيرة على مدينتهم ،ونجحو في خلق لوبيات ثقافية وفنية وسياسية بدأ بمهرجان "الجلبانة"مرورا بمهرجان المسرح والسينما وغيرهم من الأنشطة الإشعاعية التي جعلت من المدينة لؤلؤة متوسطية ،بعدما كانت مدينة مهمشة على غرار أختها العجوز مدينة الناظور ،التي لا زالت تعيش ويلات الفقر والتهميش رفقة اهلها.