طوت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، صفحات الملف الجنائي الاستئنافي عدد 14/149، وأدانت المتهم (ع.م) بالسجن المؤبد، بعد مؤاخذته من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار، وهي التهمة عينها التي كانت أدانته من أجلها غرفة الجنايات الابتدائية بالمحكمة نفسها بتاريخ تاسع يوليوز الماضي، في الملف الابتدائي عدد 14/551، بثلاثين سنة سجنا، وبأدائه لفائدة المطالبين بالحق المدني، في شخص والد الهالكة (ر.أ)، تعويضا قدره أربعون ألف درهم، مع الصائر مجبرا في الأدنى. ويستفاد من محضر الضابطة القضائية عدد 193، المنجز من قبل شرطة خنيفرة، أنه بتاريخ 10 أبريل 2013 أشعرت المصالح الأمنية بالمدينة، على الساعة السادسة وخمسين دقيقة صباحا، بوقوع جريمة قتل بأحد المنازل الواقعة في حي (الكورس) بعاصمة زيان، ويتعلق الأمر بالمسماة قيد حياتها (ر.أ)، التي وجدت جثة هامدة وهي مضرجة في بركة من الدماء داخل غرفة نومها، حاملة عدة جروح بأنحاء مختلفة من جسدها، وبجانبها وقف ابنها القاصر (ع.م) غير مصدق ما ألم بوالدته. وعند الانتقال إلى مسرح الجريمة تمكنت العناصر الأمنية من إيقاف المتهم (ع.م) وبيده سكين متوسطة الحجم ذات نصل بلاستيكي أزرق اللون وعليها أثار الدماء، والشيء ذاته بالنسبة إلى الملابس التي كان يرتديها. وبالاستماع إليه تمهيديا في محضر قانوني، اعترف الجاني، من مواليد 1971 بمنطقة تاسكارت بخنيفرة، بالمنسوب إليه، مصرحا ببرودة دم أنه هو من قام بإزهاق روح زوجة شقيقه (أ.م)، مبررا إقدامه على تصفيتها جسديا لأنها لا تعود إلى المنزل إلا في ساعات متأخرة من الليل مرتدية لباسا مخلا بالحياء والآداب، ما جعله يشك في خيانتها لشقيقه، الذي يغيب عن المنزل مدة ستة أشهر بحكم عمله بالناظور. وأفاد أن ذلك خلق حقدا متبادلا بينهما، إذ كثيرا ما كانا يتبادلان السب والشتم والقذف، ما جعله يتخذ قرارا بقتلها، موضحا أنه أخذ سكينا قابلة للطي وظل يحتفظ بها في انتظار نشوب أي خلاف بينهما بغرض استعمالها في وضع حد لحياتها، مضيفا أنه يوم الواقعة باغتها وهي في دورة المياه وتقدم نحوها موجها لها طعنة في بطنها بالسلاح الأبيض، ولما فرت إلى غرفة نومها تعقبها وأحكم قبضته عليها ليوجه لها عدة طعنات في أنحاء مختلفة من جسدها، وذلك على مرأى ومسمع من ابنها القاصر الذي لم يتوقف عن الصراخ والبكاء، قبل أن يتدخل شقيقها (م.أ) مطالبا إياه بالتوقف عن طعنها وأخرجه من المنزل، إلى أن حضر أفراد الشرطة وأوقفوه. وباستنطاقه ابتدائيا وتفصيليا جدد المتهم تصريحاته التمهيدية، موضحا أن زوجة شقيقه كانت تتعاطى الفساد والبغاء، وقد أخبره بذلك المسمى (ر.س)، وأنه أبلغ شقيقه بالأمر إلا أنه لم يعره اهتماما. هي التصريحات عينها التي أدلى بها ساعة محاكمته، موضحا أنه لم يتذكر عدد الطعنات التي وجهها لها، وتابع أنه قبل يوم من وقوع الحادث أخبره المسمى (م.ف) أن الضحية مرغت سمعة العائلة في التراب جراء تصرفاتها المشينة، قبل أن يسلم له الأخير أداة الجريمة ويحرضه على قتلها أو إيجاد حل معها، موضحا أنه قتلها دفاعا عن شرف العائلة. واسترسالا في البحث استمع المحققون لشقيق الضحية (م.أ)، الذي صرح بعد أدائه اليمين القانونية، أنه استيقظ حوالي الساعة السادسة والنصف صباحا فسمع صراخ ابن الهالكة، التي تسكن بالقرب منه، ولما التحق بمنزلها عاين صهره ماسكا بشعرها وقد فارقت الحياة، ورغم ذلك تمادى في طعنها في عنقها وفي أماكن مختلفة من جسدها، موضحا أن علاقته بالجاني كانت عادية، وأن ما حدث تسبب له ولأفراد أسرته في أزمة نفسية.