بعد أن تداولت عدد من وسائل الإعلام الفرنسية، خبر اقتناء المغرب لقمرين اصطناعيين يستعملان لأغراض التجسس، جاء التأكيد من طرف الجيش الإسباني، وذلك عبر المجلة الشهرية التي تصدرها القوات الجوية الإسبانية، حيث أشارت المجلة في عددها الصادر هذا الشهر، في الفقرة المتعلقة بالأقمار الاصطناعية إلى أن هذه السنة تميزت بحصول المغرب على قمرين اصطناعيين للتجسس من طرف الشركة الفرنسية "طاليس" و"إيرباص". وحسب المجلة فإن هذه الصفقة كلفت المغرب 500 مليون دولار، ويتوقع أن يتسلمهما خلال السنة المقبلة، حيث ستتولى كل من شركتي "أيرباص سبيس سيستم"، و"طاليس" تصنيعهما، كما وصفت المجلة هذه الصفقة بكونها صفقة "مهمة" نظرا لقدرات القمرين على المراقبة ودقتهما العالية في التصوير، كما تمكن هذه الأقمار من تحديد أجسام لا تتعدى المتر الواحد، وأيضا مراقبة السواحل والحدود البرية للمغرب، إلى جانب أنها قادرة على التصوير بتقنية ثلاثية الأبعاد. وكالعادة فإن المغرب يلزم الصمت حيال هذا النوع من الصفقات العسكرية المهمة، إلى أن مجلة القوات الجوية الإسبانية لهذا الشهر، اعتبرت على أن هذه الأقمار التي اقتناها المغرب هي نفسها التي يتوفر عليها الجيش الفرنسي والجيش الإسباني، وهو ما سينهي التفوق الإسباني في مجال التجسس والمراقبة عبر الأقمار الاصطناعية، ولم تذكر الجريدة الموعد المحدد الذي سيتسلم فيه المغرب هذين القمرين، إلا أنه رجحت أن يتم الأمر خلال السنة المقبلة على أبعد تقدير. وليست إسبانيا الوحيدة التي لم تكن راضية على هذه الصفقة فور الإعلان عنها، بل حتى الجارة الشرقية الجزائر كانت مرتابة من حصول المغرب على قمرين اصطناعيين يتوفران على قدرات عالية في المراقبة، حيث كتبت أكثر من جريدة جزائرية أن هذه الصفقة موجهة ضد الجزائر من أجل التجسس عليها، وهو ما عبرت عنه جريدة الخبر الجزائرية المعروفة بقربها من الجيش الجزائري في عددها الصادر يوم 13 مايو الماضي بقولها بأن "هذه الأقمار موجهة للتجسس على الجزائر". ويعتبر المغرب ثاني بلد عربي يحصل على هذه الأقمار الاصطناعية بعد الإمارات العربية المتحدة.