ليس فيروس الحمة القلاعية الذي استنفر المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية والسلطات المحلية على مستوى أقاليم الجهة الشرقية ذات المجال الحدودي، وحده ما يثير قلق المتابعين لملف الصحة الحيوانية للقطيع الوطني، فأمراض عديدة تهدّد القطيع المغربي، وهي أمراض يقول المتابعون بأن الدولة صرفت الملايير لمحاربتها دون أن تنجح في ذلك إلى حدود اليوم. في هذا السياق كشف محمد هاكاش الكاتب العام لنقابة الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي التابعة للمركزية النقابية الاتحاد المغربي للشغل، أنه بإلقاء نظرة مختصرة على صحة الحيوانات المجترة بالمغرب، "يتضح استمرار استفحال بعض الأمراض المعدية بالرغم من صرف ملايير السنتيمات على محاربتها منذ عقود" يقول هاكاش في رسالة وجهها إلى المدير العام للمكتب المذكور توصل "اليوم24′′ بنسخة منها، قبل أن يستعرض بعض هذه الأمراض والتي وضع على رأسها داء "جدري الأغنام". هاكاش أكد أيضا أن الوضع مقلق بالنسبة لبعض الأمراض المشتركة بين الحيوان والانسان، كداء السل والحمى المتموجة عند الأبقار، "مما يستدعي القيام بتقييم شامل للبرامج الصحية المتبعة لمباشرة الاصلاحات الهيكلية اللازمة" يقول هاكاش، الذي يرى بأن إصلاح هذه البرامج إصلاحا شاملا ينطلق من عملية الانتداب الصحي التي أصبحت "متجاوزة" على حد تعبيره، طالبا من المسؤول الأول على الصحة الحيوانية للقطيع المغربي بنشر لائحة الأسماء المستفيدة من الحملات التلقيحية التي أنجزت منذ خلق المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وقيمة التعويضات المصروفة "تكريسا لمبدأ حصول المواطن على المعلومة التي توجد في حوزة الادارة العمومية كما ورد في النص الدستوري". رغم الصورة التحذيرات التي أطلقها هاكاش إلا أنه نوه في المقابل بالخطوات الأخيرة التي تم اتخاذها في هذا المجال، سواء عبر إطلاق برنامج الترقيم الالكتروني للقطيع الوطني للأبقار والجمال، أو عبر مراجعة العديد من القرارات الوزارية المتعلقة بالتدابير التكميلية والخاصة لمحاربة هذه الأمراض، "نفتخر بتوفر المغرب على مختبر شبه عمومي للإنتاج الوطني للقاحات وفي نفس السياق ننوه بالمجهودات التي يبذلها المستخدمون بجميع فئاتهم رجالا ونساء لإنجاح هذه العملية مما يستوجب على إدارة المكتب تشجيعهم وحمايتهم وتمتيعهم بالتعويضات المستحقة ووسائل العمل الضرورية" يقول هاكاش. وعلاقة بفيروس الحمى القلاعية الذي استنفر السلطات المحلية بالأقاليم الحدودية الأربعة (وجدة، بركان، جرادة وفكيك)، فانه إلى حدود الساعة لم تسجل المصالح البيطرية المستنفرة لهذا الخصوص أية حالة على مستوى الأقاليم المذكورة، ويرجع ذلك وفق مصدر مطلع بمكتب السلامة الصحية بوجدة إلى التدابير التي فرضتها السلطات على طول الشريط الحدودي لمنع تهريب الماشية في الاتجاهين.