أفلح مغني الراب مسلم في تحويل ساحة محمد السادس بالحسيمة إلى محج لشباب من المدينة ومدن أخرى، جاؤوا للتغني ب"الرسالة" و"المرحوم" و"التمرد"، رافعين لافتات كتب عليها "نحب مسلم"، ليرد عليهم الفنان المغربي عبر المايكرفون: "تفاعلكم جعل القشعريرة تسري في بدني، أنا سعيد بحبكم الذي إن دل على شيء فإنما يدل على أنني أتحدث بلسانكم". ساعة ونصف من "الراب" على منصة سهرات المهرجان المتوسطي في دورته التاسعة، أدى خلالها مسلم أشهر أغانيه التي رددها عن ظهر قلب الحاضرون، خصوصا من الشباب المشكل للغالبية، موجها رسائل لكل الجهات، منتقدا الحكومة ومطالبا من الشباب الابتعاد عن المخدرات، ودعا الدولة لمحاربتها، كما انتقد الفساد الأخلاقي في صفوف بعض فئات المجتمع، وردّ على منتقديه الذين اتهموه بأنه تغير عما كان عليه ضمن بدايته الفنية. إنزال مسلم من على المنصة كان أمرا صعبا عليه كما المنظمين، حيث تم إرجاء ذلك لمرات من أجل تأدية أغان يطلبها الجمهور، لكنّه في الأخير غادر تحت تصفيقات الحاضرين، واعدا بالعودة في أقرب فرصة إلى الحسيمة من اجل الغناء لجمهوره، مقدما شكره للكل عمّا قال إنّها "حفاوة استقبال حسيمية تطاله كلما أتى إليها". بداية السهرة الرابعة من أيام مهرجان الحسيمة المتوسطي التاسع، كانت لمجموعة الرقص الغجرية "أركو" من أوكرانيا، وهي التي أدت وصلات غنائية راقصة من فن الفلامينغو، ونالت نصيبها من الإعجاب الذي لا يبخل به الحسيميون على كل من يستحقّه. الفنانة الشابة نبيلة معان، التي أعادت الجمهور لزمن المجموعات الغنائية المغربيّة وتحفها الموسيقية الجميلة، عاودت أداء أغان من الريبيرتوار "الجيلالي" و"الغيواني"، مهيجة الحاضرين الذين استمتعوا بالتجديدات التي تغني بها معان قطعا قديمة.. كما قدمت الفنانة نبيلة أغنية قالت إنها كتبتها ولحنتها لزوجها، الذي يوكبها في عزف القيثار وسط مجموعتها الغنائية. وما تزال احتفالية المهرجان المتوسطي للحسيمة، الذي تقام دورته التاسعة هذه السنة من طرف جمعية الريف للتضامن والتنميّة، مستمرّة اليوم الجمعة مع الفنان الريفي الشاب أمين الخطابي، وإجدي، لتختتم الليلة مع فرقة H-Kayen القادمة من العاصمة الإسماعيليّة.