بإيقاعات جورجية وزي تقليدي للبلاد الممتدّة جغرافيا وتاريخيا بمنطقة القوقاز، افتتحت ثاني سهرات المهرجان المتوسطي للحسيمة بإبداع الفرقة الغنائية "تاماريوني".. وقد جمعت الفرقة بين جمالية الغناء وتناغم الرقصات لإضفاء جمالية خاصة على الركح المحتضن لثاني سهرات المهرجان التاسع الذي تنضمه جمعيَّة "أَريد" تحت شعار: "الحسيمة في قلب العالم".. وقد أفلحت المجموعة القادمة من جورجيا، وهي التي ألفت المغرب والمغاربة بفعل كثرة الحفلات التي سبق أن أحيتها به سابقا، في نيل إعجاب جمهور مدينة الحسيمة الذي صفّق كثير لإبداعات راقصة بصم عليها فتيان وفتيات "تاماريوني". منصّة شارع محمّد الخامس، الفضاء المفصليّ لمهرجان الحسيمة المتوسطيّ، اعتلتها أيضا مجموعة "إمتلاع" الريفية، وذلك من أجل ملاقاة الحسيميّين ضمن زمن استمتاع موسيقيّ مزج ما بين النوستالجيا واكتشاف الذات. وقدّمت "إمتلاع"، المشكّلة من ريفيّي مغاربة مقيمين بالمهجر، عددا من الأغاني التي راكمها الريبيرتوار الفني للفرقة، وذلك أمام مواكبة من الجمهور الحاضر الذي أصرّ على مرافقة المغنّين آداءهم.. فيما حاولت المجموعة مواكبة كلّ ذلك بضمان تفاعل غير منقطع مع من حجّوا لأجل فنّ "إمتلاع". وأصرّت مجموعة "إمتلاع"، بكافة أعضائها، على تقديم إهداء خاصّ قرنوه بالطفولة ووجهوه صوب صغار غزّة الفلسطينيّة وأطفال غرداية الجزائريّة المتعرضين للتقتيل.. كما تمّ التعبير عن التحيّة ل "كل رواد الأغنية الأمازيغيّة الذين بصموا على مسيرات إبداعيّة حسنة". ختام السهرة، التي التي كانت من تقديم المنشط محمد العلالي والفنانين لطيفة أحرار وفريد الركراكي، كانت مع نجم أغنية الراي الجزائري الشاب بلال الذي صعد للخشبة بعد تجاوز الراغبين في التقاط صور برفقته والذين احتشدوا خلف منصة الحفل. وحرص بلال على وضع نظارته السوداء، كعادته، وهو يحيّى جماهير مدينة الحسيمة المتفاعلة مع أغانيه الشهيرة، ومع ارتفاع حدّة التفاعل عمل بلال على رفع الإيقاع في كلّ أغانيه التي برمجها للسهرة والتي يحفظها كل من حضر إليها. وقد أفلح الفنانون المشاركون في اليوم الثاني من التظاهرة الفنية في استقطاب عدد أكبر من الحاضرين، مقارنة مع اليوم الأول الذي شهد حضور كل من مجموعة أكراف ومغني الراب "تو تاون" وفرقة "شيكون أند جيبسيز".. بينما تتواصل سهرات المهرجان المتوسطي للحسيمة، في دورته التاسعة، اليوم الأربعاء، بتواجد لفرقة نوميديا التي سترفع الستار، وتغني بعدها مجموعة أفلاك، بينما الختام سيكون للمغني الجزائري رضا الطلياني.