على إثر الفاجعة الكبرى المؤلمة واليوم الحزين والكئيب في تاريخ المنطقة والجهة وعموم المملكة، ذاك الذي عرفته مدينة الناظور يوم الأربعاء الأسود 25 يونيو 2014، في أعقاب الحريق المهول الذي شب في الساعات الأولى من اليوم بسوق المركب التجاري المغرب الكبير. بعدما التهمت النيران جميع المحلات وأتت تداعياتها على الأخضر واليابس من السلع التي تقدر قيمتها بالملايير السنتيمات، كما امتدت ألسنة اللهب إلى كافة مرافق السوق وتجهيزاته الفنية ، مما أدى إلى تضرر البناية بشكل كامل . وفي جو ملؤه الحزن والأسى ،انعقد بعمالة الإقليم ،يومه الجمعة 27 يونيو 2014 اجتماع طارئ ، ترأسه عامل إقليمالناظور ، بحضور السادة النواب والمستشارين البرلمانيين المنتمين لدائرة الناظور،والسيد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات للناظور، بالإضافة إلى السيد المندوب الإقليمي لوزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي ، والسيد ممثل المجلس الإقليمي . وبعد كلمات مواساة ، وعبارات عميق المؤازرة والتضامن باسم الجمع في هذا المصاب الجلل الذي رزئ به جميع مكونات السوق المنكوب، من التجار والمتعاملين معهم وعمال وحراس و أفراد عائلاتهم المكلومة ولجميع ساكنة الإقليم . تفضل السيد عامل الإقليم بسرد الكرونولوجيا الكاملة لأحداث الحريق وتداعياته، وتلا الورقة التقنية المرتبطة به وكذا بالبناية، وعقب ذلك أدلى السادة البرلمانيين بمداخلات واستفسارات واقتراحاتهم في الموضوع، التي تمحورت بالأساس حول أثر وعواقب الفاجعة والمشاكل المحتملة، وأيضا حول هشاشة البنى التحتية والتجهيزات الأساسية ووسائل الوقاية والتدخل السريع لدى الإقليم لمواجهة مثل هذه الكوارث والحرائق المهولة . ليلتئم بعد ذلك السادة البرلمانيون، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات للناظور والمندوب الإقليمي لوزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي ،وممثل المجلس الإقليمي في اجتماع بقاعة الاجتماعات التابعة لعمالة الإقليم للتباحث حول مستقبل التجار المتضررين، و مصير بناية سوق المركب التجاري المغرب الكبير التي شكلت مصدر رزق أسرهم لعقود قبل أن تحولها النيران إلى أطلال، الاجتماع جسد روح المسؤولية والوحدة والتضامن بين جميع ممثلي الأمة بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، كما أكد، بما لا يدعو للشك الذي ، أن مكونات الإقليم تعد مثالا للتعايش والمحبة والمواطنة الصادقة، و أن أبناء الناظور يضربون أروع الصور التي تجسد معاني المواطنة الحقة ويبذلون قصارى جهدهم في سبيل تطويرها والدفاع عنها. و عبر خلاله المجتمعون على تقديرهم لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم والانتظارات الأساسية للتجار. وعرفت وقائع الاجتماع طرح العديد من الأفكار والمقترحات والمواقف النبيلة ومدارسة العديد من الحلول الممكنة والتي ستشكل أرضية للتحاور مع السلطات المعنية محليا ومركزيا. وعلى ضوء ما تقدم، أوصى الجمع عقب انتهاء أشغاله، بما يلي: أولا – إيجاد حل عاجل وآني لمشكل عطالة التجار، وتحديد السبل والآليات الكفيلة لاستئناف نشاطهم بشكل مؤقت تمكنهم من كسب الرزق، وبالتالي تجاوز وضعيتهم الاجتماعية والاقتصادية الحرجة، حرصا على السير العادي لأسرهم ، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج خبرة مكتب الدراسات على بناية السوق. ثانيا – ترتيب لقاءات اسبوعية مع السيد العامل بحضور ممثلي المصالح الخارجية المعنية والسلطات المنتخبة، لتدارس كافة الخطوات المتخذة أو المزمع القيام بها محليا ووطنيا. ثالثا – عقد لقاء خاص حول الموضوع مع السيد رئيس الحكومة يوم الأربعاء أو الخميس القادمين، لعرض المشكل وتقديم بعض المقترحات والسعي وراء الحصول على دعم والتزامات من طرف الحكومة. رابعا – تشكيل لجنة مكونة من السادة البرلمانيين الآتية أسمائهم: أحمد الرحموني – نورالدين البركاني – عبد القادر أقوضاض وتكليفهم لإعداد الترتيبات الأولية لعقد اللقاء مع رئيس الحكومة ، و إجراء الاتصالات مع جميع برلمانيي الإقليم للحضور في الاجتماع المرتقب . خامسا – إصدار بيان بعد الاجتماع مع السيد رئيس الحكومة. يتضمن جميع القرارات المتخذة خلاله.