لا زال المواطنون المغاربة بمنطقة الريف يتذكرون بأسف و ألم شديدين مآسي الاستعمار الاسباني إبان حقبة القرن العشرين ، و يتجه بعضهم إلى اعتبار ضرورة الاعتراف بالدين التاريخي لاسبانيا تجاه المنطقة من خلال تكريس مبدأ حسن الجوار و التعامل الأخلاقي و الاعتراف بحقوق المغاربة الريفيين، وذلك في سياق تبادل الاحترام بغية تنمية حقيقية تهدف إلى خدمة مصالح البلدين، تبنيا لما يدافع عليه المسؤولون من كلتا الضفتين المتوسطتين. إلا أن المتتبع للأحداث يجد أن بعض جيوب الإذلال النرجسي التي تنتهز جميع الفرص لإبراز حقدها الدفين تجاه المغاربة أبناء الريف، و تحديدا بعض الموظفين في التمثيليات الدبلوماسية للقنصلية الاسبانية بالناظور، يجد ا ن هته الأخيرة، مع بداية حلول مسؤولها الأول، عمدت إلى سن مجموعة من القوانين الداخلية الهادفة نظريا إلى تحقيق احترام خاص لكل مغربي يلج القنصلية لقضاء غرض معين، غير أنّ الأسبوعين الأخيرين أبرزا على السطح ظاهرة منفردة، شكلت استثناءا لدى عموم المواطنين، و يتعلق الأمر بالموظفة المدعوة "بِيلاَرْ" والتي أبانت عن حقد و كراهية لعموم المواطنين الوالجين إلى المقر الإداري للقنصلية الاسبانية العامّة، فمجموع تصرفاتها و تساؤلاتها يوحي بحنينها إلى زمن غابر من الممارسات الغير مقبولة، إذ تتحين الفرص لسب بعض المواطنين الذين يعجزون عن التواصل معها باللغة الاسبانية، فسبق لها و أهانت أماً بمعية أطفالها، طالبةً منها بأسلوب سمج ضرورة اخذ موعد مسبق لأطفالها الصغار. و بالإضافة إلى الموقف المسرود أعلاه، فقد نقل شهود عيان أن موظفة أخرى تدعى "غْرَأسْيَا" وتوجد بمهمّة ضمن الطابق الثاني من مبنى القنصلية الاسبانية، تسير ضد التوجهات المعلنة من لدن دولة اسبانيا، فقد أباحت هته الموظفة لنفسها التطفل و الدخول في نقاشات ثنائية مع عدد من المواطنين بغية معرفة أسرار شخصية لا علاقة لها بالغرض المقدم على قضائه؛ من قبيل العلاقات الزوجية و القرابات العائلية خصوصا عند تشابه بعض الأسماء العائلية. ويرى عدد آخر من المستائين من مثل هذه التصرفات المشينة بأنّ المصالحة الجزئية مع ماضي إسبانيا بمنطقة الريف لا يأتي بتاتا عبر مثل هذه التصرفات التي لا تصنّف ضمن الأهداف المعلنة من لدن القنصلية العامة الإسبانية بالناظور، والمعتبرة كأرض إسبانية بهذه المدينة، وفقا للتشريع الدولي والأعراف الدبلوماسية، فهل ترضى إسبانيا أن يتصرّف موظفوها بمثل هذه الأفعال فوق ترابها، أم أنّ المغاربة الريفيين خارج تغطية الاحترام الإسباني؟