ضمن رسالة خطّية حاملة لتوقيع هشام بوشتي، المضرب عن الطّعام منذ شهر بمليلية احتجاجا على رفض الإسبان لطلبين اثنين سبق وأن قدّمهما لنيل وضع لاجئ سياسي بالمملكة، أكّد بوشتي أنّه لم يتحمّل ما طالعه على صفحات عدد من المنابر الإعلامية الورقية المغربية وكذا بعض المواقع الإخبارية الإلكترونية بشأن قضيته ونهج سيرته، ما حرى به لمحاولة توضيح ما يمكن توضيحه، موردا :" ظنّنت أنّ صاحبة الجلالة في بلدي الحبيب المغرب قد انتقلت من عهد الصحافة التي لا تدّخر جهدا لنشر وقائع وأمور مغلوطة إلى صحافة نزيهة وبنّاءة تسمو للرقيّ صوب عالم التحليل والسبق في طرح حلول لأحداث وتوصلها للقارئ بشكل سليم وحداثي ديمقراطي، رافضة أن تكون محسوبة على أي جهاز أو جهة كانت.. إلاّ أنّي سجّلت أسفي.. مع احترامي الخالص لبعض المنابر التي ما فتأت تناضل من أجل سمعة أقلامها..". بوشتي عبّر عن رفضه المطلق للتشكيك الذي يطال وطنيته وولاءه لانتمائه المغربي، إذ خطّ بيده ضمن الرسالة المتوصّل بها: ".. بما أنّ لي الحقّ في الدّفاع عن نفسي وتوضيح بعض الأمور، أقولها أوّلا وقبل كلّ شيء.. أنا مغربيّ وفخور بمغربيتي، وليس لأي كان الحق في التشكيك بها"، مضيفا: "من داخل بلدي المغرب، ومن قعر زنزانتي، طالبت من وزير العدل ورئيس البرلمان فتح تحقيق نزيه على خلفية ما نشرته ضمن حوار على صفحات جريدة المشعل، لكني رأيت أنّ الصمت المطبق كان هو سيّد الموقف رغما عن سردي لوقائع وأحداث بتواريخها وذكرت أسماءً مرتبطة بها، وأكّدت كوني ضحيّة مخطط استخباراتي، وأنّي أقحمت ضمن مسلسل استخباراتي أنا بريء منه"، موردا بين ثنايا خطابه الذي كُتب بميدان ساحة إسبانيا بثغر مليلية: " أنا أناضل من أجل فضح الفساد المستشري في بلدي.. فأنا في حرب غير متكافئة لكوني مغلوبا على أمري وليس باستطاعتي مواجهة جهاز استخباراتيّ متمكّن.. كما أنّ بعض المنابر استغلّت طيبوبة الشعب المغربي فأصبحت ناطقا رسميا لأناس تريد النّيل من المخطط الديمقراطي في المغرب". وحول تشبّثه بنيل وضع لاجئ سياسي بإسبانيا أورد هشام بوشتي ضمن الفقرة الخامسة من مراسلته: "قررت طلب اللجوء السياسي بالجارة الإسبانية لبدء مسيرتي بالدفاع عن قضيتي.. والمطالبة بإغلاق المعتقل السري بتمارة الذي عانيت به، وذقت أنواعا شتّى من التعذيب والتنكيل، في الوقت الذي كان يفترض من بعض المنابر الإعلامية فضح هذا المعتقل والمطالبة بإغلاقه.. بدلا من التجريح والتشهير بسمعة النّاس، اختير الضرب عرض الحائط بكل المبادئ والقيم التي يفترض التتحلّى بها وتتبنّى سياسة: لا أرى لا أسمع لا أتكلّم..". كما يضيف هشام: "توضيحا لبعض المعلومات المغلوطة والخاطئة التي نشرت عنّي، أقول بأنّ طلبي اللجوء إلى إسبانيا ليس هروبا من وضعي الاجتماعي إطلاقا، بالعكس، عائلتي ميسورة الحال ومثقفة رغم كثرة أفرادها، وحتّى إن صحّ ذلك، فمتى كان الفقر سببا مانعا للنضال والدفاع عن المبادئ والحقوق؟., وأزيد تصحيحا أنّ مستواي الدّراسي هو الثانية جامعيّ وأتوفّر على دبلومين في كل من الإعلاميات المحاسبة.. وشبق لي أن شغلت منصب مسؤول الضبط المركزي بالمفتشية العامّة للقوات المساعدة بالرباط مدّة ستّة أشهر، قبل انتقالي إلى جهاز المخابرات العسكرية.. وأكذّب قول بعض الجرائد والمواقع الإكترونية التي تداولت كوني قد كتبت بعض المقالات نشرت على الأنترنيت لأهداف مغرضة ,أؤكّد بأن كل ما كتبته كان على موقع جريدة "عرب تايمز" الإلكترونية الأمريكية، أو مدوّنتي على الانترنيت ذات الرابط بوشتي هشام على صفحات البْلُكْسْبُوتْ وما دون ذلك هو كذب وافتراء وبهتان..". وتأتي رسالة هشام بوشتي بعد إكماله لشهر كامل من إضرابه المفتوح عن الطّعام بمليلية، إذ كان قد شرع فيه يوم 19 يناير المنصرم بالمركز المؤقّت لاستقبال اللاجئين بمليلية، المعروف اختصارا ب "السيتي"، قبل أن يمتثل لتوصيات حقوقيين إسبان و يختار الاستمرار في إضرابه على متن كرسي خشبي موجود قبالة مقر الحكومة المحلّية بالساحة العامّة الحاملة لاسم المملكة الإسبانية بالثغر المغربي المحتلّ. وقد كان هشام بوشتي قد ولج ثغر مليلية خلال شهر أبريل من العام الماضي قادما إليها من مدينة وجدة التي كان يخضع بها إلى إجراءات مراقبة قضائية، حيث تمكّن من توفير جواز سفر لشبيه له مكّنه من اختراق معبر بني انصار لقاء 3000 درهم منحها للوسيط، قبل أن يلتحقّ بمقر الشرطة الوطنية الإسبانية طالبا اللجوء السياسي نتيجة خوفه على أمنه البدني بالمغرب، إذ بدا في حالة ذعر نتيجة تناول عدد من المنابر الإعلامية لخبر اعتقاله بالجزائر بتهمة التجسس على موقع عسكري ليدان باثنتي عشر سنة من السجن النافذ، معتبرا أنّ هذا الفعل قد يكون غطاء لمكروه تغييبي قد يصيبه، خصوصا أنّه لم يلج أبدا التراب الجزائري، وأنّه كان حينها ببيت الأسرة بحي "لازاري" بوجدة قبل أن يفاجأ بالخبر ووتيرة تناقله "المريبة" ضمن أكثر من اسم إعلاميّ. وفي مستجدّات توصلنا به اليوم، أشعرنا بأنّ بوشتي قد قطع إضرابه عن الطّعام والتحق بإحدى كنائس المدينة ضيفا عليها ومستفيدا من رعايتها، مؤكّدا أنّه استدعى تدخلا من لدن عدد من الجمعيات الإسلامية بمليلية ووجه برفض جرّاء وضعه المتأزّم مع الدولة المغربية، وهو ما جعله يقبل باستضافة مسيحية.