أوقفت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ستة أفراد من القوات المساعدة، يشتبه في تسهيلهم تهريب المخدرات انطلاقا من سواحل «رأس الماء»، وذلك في سياق الأبحاث المتواصلة حول نشاط مهربين للمخدرات على الصعيد الدولي، ينشطون بسواحل إقليمالناظور. ووفق يومية «الصباح» يواجه الموقوفون تهما تتعلق بتكوين عصابة إجرامية متخصصة في التهريب الدولي للمخدرات والارتشاء والمشاركة، بعد تأكيد صلتهم بمحاولة تهريب فاشلة أسفرت أخيرا عن حجز عناصر البحرية الملكية لحوالي طنين من مخدر الشيرا على متن قاربين للصيد. وحسب المصادر ذاتها، أجرت مصالح المكتب الوطني لمكافحة المخدرات بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحريات مكثفة، بمجرد توصلها بمعلومات عن تورط أفراد في الوحدة المشار إليها ضمن شبكة تهريب المخدرات، لتتمكن من تحديد هويات المتهمين الستة، والأدوار التي كانوا يقومون بها، وحصل المحققون على اعترافات إضافية من أربعة «حمالة» كانوا يتكلفون بشحن المخدرات على متن قوارب للصيد. وأفادت «الصباح»، أن الأبحاث انصبت على كشف طرق استفادة أفراد الشبكة من تواطؤ مكلفين بمهام المراقبة لتسهيل قيام «حمالة» بنقل وشحن أطنان من المخدرات وتسليمها في عرض البحر إلى مهربين يتكلفون بشحنها على متن يخوت سياحية أو قوارب نفاثة إلى الجنوب الإسباني. وألقي القبض على عناصر القوات المساعدة بعدما تبين أن قاربي الصيد انطلقا من نقطة تابعة لمركز المراقبة، ويشتبه في أن الموقوفين قدموا خدمات لأفراد الشبكة مقابل مبالغ مالية مهمة، وهو ما سهل مرور القاربين في اتجاه عرض البحر قبل أن تتدخل عناصر البحرية الملكية لاعتراضهما. ودخلت الفرقة الوطنية على خط التحقيقات، بعدما بينت ملابسات حجز كمية المخدرات أن الأمر يتعلق بشبكة دولية تعتمد في توفير ونقل وشحن المخدرات على وسائل مالية ولوجيستيكية وبشرية مهمة، وعلى ضوء ذلك قرر الوكيل العام لدى استئنافية الناظور إحالة الملف على الفرقة الأمنية المذكورة لتعميق البحث وتقديم كافة المتورطين أمام العدالة. ومن المقرر كذلك، أن تواصل عناصر الفرقة الأمنية تحرياتها لجمع معلومات حول مشتبه في صلتهم بشبكات التهريب الدولي للمخدرات بالمنطقة، على اعتبار أن البحث الجاري لم يتوصل بعد إلى إيقاف «بارونات» على علاقة بنشاط شبكة دولية اتخذت من سواحل بلدة «رأس الماء» قاعدة خلفية لعمليات تهريب الحشيش إلى الجنوب الإسباني. وعلى صعيد آخر، أظهرت تحقيقات سابقة أن عمليات تهريب من هذا النوع تتم بتنسيق بين مهربين مغاربة وأجانب تمكنوا من نسج علاقات مع عناصر مكلفة بحراسة الشواطئ، وأخرى مكلفة بخفر السواحل والمراقبة، وكشفت التحريات التي تمت مباشرتها أن الأضناء جنوا أرباحا مهمة منذ تعيينهم في مهام مراقبة السواحل الشمالية، من عائدات التواطؤ مع المهربين. وأطاحت شبكة فككتها فرقة الشرطة القضائية بالناظور قبل بضعة أشهر بضابط في البحرية الملكية برتبة «كومندار»، و11 عنصرا آخر في الجهاز نفسه، للاشتباه في قيامهم بتسهيل عمليات تهريب المخدرات انطلاقا من سواحل إقليمالناظور مقابل رشاو مغرية. عبد الحكيم اسباعي (الناظور)