تجري المصالح الأمنية المغربية، بتنسيق مع نظيرتها الإسبانية تحرّيات حول شبكة مختصّة في تزوير بطاقات الإقامة البلجيكية وجوازات السفر المغربية والتهجير إلى الأراضي البجيكية عن طريق مدينة مليلية المحتلّة. وحسب معلومات محصّلة، فإنّ قرار إجراء تحريات لإيقاف المتورطين في عملية التزوير، جاء بعد إيقاف شرطة الحدود الإسبانية بمطار مدينة مليلية المحتلّة لشخص مغربيّ كان يحاول السفر مع زوجته إلى مدينة قاديس بواسطة طائرة إسعاف. وضبطت شرطة الحدود الإسبانية المهاجر المغربي ببطاقة إقامة بلجيكية مزيفة، تبيّن أنّه اشتراها من شبكة التزوير بمبلغ حدد في ثلاثة آلاف أورو، ونجح في العبور بواسطتها إلى مليلية المحتلّة. وتفيد مصادر مطّلعة أنّ المتّهم المسمّى "م.أ" قد نجح في خداع شركة النقل بطائرات الإسعاف بمدينة مليلية المحتلّة، إذ أنّها لم تنتبه إلى بطاقة إقامته البلجيكية المزيّفة، على اعتبار أنّها ركّزت على زوجته المريضة المتوفرة على بطاقة الإقامة في إسبانيا. وبين الشروط التي وضعها المتّهم على شركة النقل أن يرافق زوجته المريضة في رحلة جوّية إلى قاديس، وهو ما حضي بقبول المسؤولين في الشركة، قبل أن يفاجؤوا في اللحظات الأخيرة بعناصر من شرطة الحدود تحاصر الطائرة وتطلب من ربّأنها إنزال المتّهم، الذي تأكّد بعد التدقيق في بطاقة إقامته، أنّها مزيّفة بطريقة متقنة. ووضع المتّهم يوم الاثنين الماضي، تحت الحراسة النظرية لدى الشرطة القضائية بمليلية المحتلّة، ومن المنتظر أن يحال على محكمة المدينة أو الغرفة الجنحية بقاديس. ومن خلال البحث الأولي مع المتّهم تبيّن أنّه لجأ إلى نقل زوجته بواسطة طائرة إسعاف سعيا منه إلى الهجرة إلى إسبانيا ومنها إلى بلجيكا التي يتوفر على بطاقة مزيفة للإقامة بها. وتجري أبحاث وتحريات مشتركة بين المصالح الأمنية المغربية ونظيرتها الإسبانية بتفكيك الشبكة المختصة في تزييف بطاقات الإقامة وجوازات السفر والتهجير السري عبر بوابة مليلية المحتلّة. وتنشط في النّاظور ومدينة مليلية المحتلّة شبكات مختصة في تزوير وثائق السفر والتهجير السرّي، وسبق للمصالح الأمنية في معبر بني انصار أن أوقفت ثلاثة جزائريين بجوازات سفر مغربية مزورة حاولوا العبور إلى المدينة المحتلّة. ولجأت شبكات التهجير السرّي بعد تشديد المراقبة بميناء طنجة الدولي إلى التهجير عبر بوابة مليلية المحتلّة نظرا إلى ضعف المراقبة وتركيز شرطة الحدود طاقاتها على مهرّبي السلع، وهو الأمر الذي تستغله الشبكات في تهجير مغاربة وأجانب بجوازات وتأشيرات وبطاقات إقامة مزوّرة. ويشار إلى أنّ اجتماعا أمنيا رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا سيعقد الشهر المقبل لمناقشة ملفات الهجرة السرية وتهريب المخدّرات والتنسيق الأمنيّ بين البلدين لتبادل المعلومات ومطاردة المبحوثين عنهم. ويذكر أن الشركة الإسبانية أوقفت أخيرا بميناء مليلية المحتلّة أربعة شباب مغاربة كانوا يحاولون الهجرة عبر باخرة لنقل البضائع إلى قاديس، وتبيّن أنّهم تسللوا إلى المدينة السليبة بطريقة غير شرعية. * عن الصّباح