جدل رسمي وشعبي في السعودية.. والسبب وضع كاميرات في الأسواق التجارية تراقب التحرش الجنسي بالنساء!. التجربة تبنتها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لتمكن رجالها من مراقبة وتتبع من يقوم بالتحرش بالنساء، حيث نفذت في إحدى الأسواق الكبرى في العاصمة السعودية الرياض كبداية لتعميمها، لكن التجربة أثارت جدلا واسعا؛ فبينما رأى البعض أن الفكرة تحد من قضية التحرش بالنساء والفتيات في الأسواق، رأى البعض الآخر أنها اختراق للخصوصية وفي مقدمة هؤلاء مجلس الشورى السعودي الذي طالب مؤخرا بإلغاء الفكرة.. كان ذلك على الصعيد الرسمي.. فماذا عن الصعيد الشعبي؟ لن تنجح ظفر علي الحامد، 24 عاما، من الرياض، يقول: "لا أتوقع أن تنجح الفكرة لأن الشباب لا يريد أن يراقبهم أحد، ولا داع لكاميرات ما دام أن الشاب أصلا يدرك أنه لو قام بالتحرش بفتاة وتم ضبطه سيتعرض لأقصى العقوبات، فالمسألة تم حسمها من قبل عندما أعلن تطبيق العقوبات بحق من يثبت عليه التحرش". معيض القحطاني، 26 عاما، من أبها، يرى أن وضع ضوابط لتلك المحلات وخاصة المحلات التي ترتادها النساء أهم من إيجاد كاميرات للمراقبة، بحيث يكون صاحب أو عامل المحل مسئول عما يحدث في محله ولا يسمح بأي تجاوز، ولكن الخطورة تكمن في أن بعض العمال في بعض المحلات هم من يقومون بالتحرش". "رجال يحرصون على الفضيلة ويريدون أن يحموا بعد الله فتيات ونساء هذا الوطن من تصرفات بعض العابثين من الذين يتسكعون في الأسواق ولا هم لهم إلا مضايقتنا نحن النساء"، بحماس قالت نورة محمد الخنفري، 26 عاما، وتابعت: "الفكرة جيدة ولكني أستغرب هذا الهجوم غير المبرر على الفكرة خاصة الكتاب الصحافيين الذين ثارت ثائرتهم بمجرد أن الهيئة أعلنت عن هذا التوجه، فهم ينظرون للأمر من زاوية واحدة ونسوا زوايا أخرى". تحرس الفضيلة على سعد الزايد، يقول: "أنا أب ولدي بنات وأحيانا كثيرة يذهبون للأسواق لشراء بعض لوازمهن، وحينما أشعر أن هناك عيون سوف تراقب بناتي أشعر بالطمأنينة، لذا أنا أؤيد أن وجود هذه الكاميرات في الأسواق لأنها تحرس الفضيلة وهذا جهد يحسب لرجال الهيئة ولا يحسب عليهم". سعاد ظافر القحطاني، 26 عاما، من الرياض تشير إلى أنها ليست مع الفكرة لأنها بالفعل اختراق لخصوصية النساء داخل الأسواق وكذلك العائلات، وليس من المعقول أن يقوم رجال بتتبع النساء عبر كاميرات، ولو كانت هناك نساء يتبعن الهيئة للقيام بهذا الأمر لكان الوضع أفضل، وطالبت بدراسة الفكرة بدراسة متأنية قبل الشروع في تعميمها. أم محمد، ربة منزل من جدة، تطالب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتنفيذ الفكرة دون تراجع بسبب انتشار الجرائم التي تنتهك أعراض النساء في بعض الأسواق مما يستدعي هذا الإجراء. عادل محمد، شاب يمني يعمل في محل للملابس في سوق تجاري بالرياض، يتساءل: "لا جديد هناك بالفعل محلات بدأت تضع كاميرات للمراقبة قبل التفكير بهذا الأمر أساسا، وهناك رجال أمن يتواجدون في الأسواق بالإضافة إلى تواجد أعضاء الهيئة باستمرار.. فما الداعي إذن للفكرة؟". واجب شرعي الشيخ عبد العزيز الحمين، رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يوضح ل (عشرينات) أن الهدف من وضع الكاميرات متابعة من يسيئون التصرفات أو يتحرشون بالنساء أو يرتكبون مخالفات، لكي يتم التعامل مع المسيء بالنصح والإرشاد، ويضيف: "الفكرة لا تتعد التجربة في بعض الأسواق بالتعاون مع أصحاب المحلات أنفسهم وفى طريقها للتعميم". أما الشيخ عامر العامر، من رجال الهيئة، فيؤكد أن الهيئة تقوم بواجبها الشرعي ثم الحكومي من أجل محاربة بعض التصرفات والمخالفات غير الشرعية التي تحدث من قبل بعض الشباب