أشارت دراسة أولية جديرة بالاهتمام، أجريت على مجموعة من حيوانات المختبر، أن الكسل الذي يعانيه البعض قد يكون بتأثير جيني خارج عن إرادتهم، مؤكدين أن اختباراتهم كشفت وجود مجموعة من العوامل الوراثية التي تحدد مستوى نشاط المخلوقات.وقال الدكتور تيموثي لايتفوت، الذي يرأس فريقا علميا يعمل على هذه الدراسة في جامعة شمال كاليفورنيا، أن أبحاثه أثبتت وجود 20 موروثا جينيا تعمل بشكل متناغم في هذا الإطار، مؤكدا أن الاختبارات - التي اقتصرت حتى الآن على مجموعة من الفئران - ستنتقل قريبا لبحث احتمال وجود الظاهرة عينها لدى البشر.ويعتبر فريق لايتفوت أول مجموعة علمية تحدد دور هذه الجينات، كما أن أحدا لم يسبقها إلى اكتشاف حركتها المتناغمة، ويشير العالم الأميركي إلى أن مجموعة الفئران التي أجرى الاختبارات عليها خضعت لتأصيل جيني بناء على سرعة أسلافها ونشاطهم قبل الاختبار. ويتوقع لايتفوت أن يكون لجينات الفئران نظائر لدى البشر، ويقول في هذا الإطار: "لقد وضعنا خريطة جينية شبه مكتملة للنقاط التي تتصل بالنشاط الجسماني، تمهيدا لتطبيقها على الإنسان". وأضاف: «في الماضي، كنا نقول ان النشاط مسألة مرتبطة بالارادة، لكن يمكننا اليوم أن نشير إلى وجود عوامل جينية مسؤولة أيضا".وكشف لايتفوت، وهو بدوره رياضي كبير وكان يحلم بأن يصبح مدرب كرة سلة، أنه اهتم بدراسة احتمال وجود عوامل جينية مسؤولة عن نشاط أو كسل المرء منذ سنوات، وذلك بعدما شغله سؤال بديهي، يتعلق بالسر الذي يدفع بعض الناس لتجاهل القيام بالتمارين الرياضية رغم إدراكهم لأهميتها.ورغم أن لايتفوت وفريقه تمكنوا من اكتشاف الطابع المتناغم لعمل هذه الجينات، فإنهم لم يعرفوا آلية تحركها بعد، ويطرح لايتفوت هنا خيارا من اثنين، يقوم الأول على أن العوامل الوراثية تؤثر في عمل العضلات بشكل يجعلها تستخدم الطاقة بشكل أكبر وأكثر فعالية، وان كانت الفحوصات التي جرت على أنسجة الفئران لم تثبت ذلك.أما الثاني فيقوم على فرضية أن النشاط يتأثر بعمل كيمياء الدماغ الذي يتشكل بناء على التركيب الجيني، وتكون الحركة بذلك خاضعة للشروط ذاتها التي تخضع لها حاجات الجسم وطبائعه، مثل الجوع والإدمان والمزاج. ويرى لايتفوت أن المستقبل قد يحمل معه ظهور علاج للخلل الجيني الذي يؤدي غالى الكسل، ويشير إلى أن ذلك قد يعالج العديد من المشاكل الصحية، مثل السمنة وأمراض القلب وسواها.