محمدية بريس / خلت الجولة الأولى من مباريات الدور الأول لكأس القارات بجنوب أفريقيا من المفاجآت "على صعيد النتائج " وإن تواجدت على صعيد الأداء والندية خلال مباراة مصر أمام البرازيل والتي أحرج بها أبطال أفريقيا منتخب السليساو وخسر بركلة جزاء في الوقت بدل الضائع من المباراة. وكما كان متوقعاً فازت منتخبات أسبانيا, البرازيل، وإيطاليا ، بينما انتهت المباراة الافتتاحية بين جنوب أفريقيا المضيفة والعراق بطل آسيا بتعادل سلبي في مباراة أكدت إلى جانب مستوى المنتخب النيوزيلندي أن تأهل المنتخب الإسباني للدور نصف النهائي ما هو إلا مسألة وقت ووضع المنتخب الأسباني نفسه كأبرز المرشحين للقب بعد اكتساحه لنظيره النيوزلندي بخماسية نظيفة منها أربعة أهداف في أقل من خمس وعشرين دقيقة, ورغم أن التجربة النيوزلندية لم تكن مقياساً حقيقياً لقوة أبطال أوروبا إلا أن الجدية والتنظيم الذي ظهر بهما الأسبان أكد أنهم الأفضل عالمياً والمرشح الأول لنيل لقب البطولة. وربما تضع " المغامرة " خطوطاً جديدة بهذه المجموعة خصوصاً بعدما نجح المنتخب العراقي في الخروج بسلام من المباراة الافتتاحية ليحافظ على آمال التأهل للدور نصف النهائية وهو ما سيرفع الضغط عن لاعبي المنتخب العراقي بمباراتهم أمام أبطال أوروبا على أمل تحقيق مفاجأة قد تقرب كثيراً حلمهم بالتأهل لنصف النهائي على اعتبار أفضليتهم النظرية بآخر مباريات المجموعة أمام المنتخب النيوزيلندي الذي وضع نفسه مبكراً كأضعف حلقات المجموعة. بينما سيسعى أصحاب الأرض لتحقيق فوز مطمئن على أبطال أوقيانوسيا قبل مباراتهم الأخيرة والصعبة أمام أسبانيا بالجولة النهائية لدور المجموعات. وعلى الجانب الآخر، فشل أصحاب الأرض في استغلال أكثر من فرصة حقيقية لخطف نقاط مباراتهم أمام المنتخب العراقي ليتركوا المجال مفتوحاً أمام احتمالات عديدة حول المصاحب للمنتخب الإسباني للدور الثاني, وربما تتقلص هذه الاحتمالات عقب مباريات الجولة الثانية تبعاً لأداء ونتائج منتخبي العراق ونيوزيلندا أمام أسبانيا وجنوب أفريقيا على الترتيب. وفي المجموعة الثانية ورغم الانتصارين غير المفاجئين لمنتخبي البرازيل وإيطاليا على حساب منتخبي مصر والولاياتالمتحدة الأميركية على الترتيب إلا أن وضع بطل العالم وبطل أميركا الجنوبية في الدور الثاني كما ظن الجميع منذ إعلان القرعة لن يكون شيئاً أكيداً. فبعد الأداء المصري الراقي أمام المنتخب البرازيلي وخسارته الدرامية بلحظات المباراة الأخيرة لا تبدو مباراة بطل العالم أمام نظيره الأفريقي بالجولة الثانية من طرف واحد أبداً , وإذا قدم الأفارقة أداءاً مشابهاً لما قدموه أمام السليساو فجميع الاحتمالات ستكون واردة خصوصاً مع الأداء المتذبذب دفاعياً لأبطال العالم في مباراتهم الأولى . ولكن أيضاً على الفراعنة ترميم دفاعاتهم بعدما تلقى الفريق أربعة أهداف بمباراته الأولى جميعها بدون استثناء من أخطاء دفاعية يمكن وصف بعضها بال "ساذج ", خصوصاً وأن معاناة المنتخب المصري اتضحت تماماً بالكرات الهوائية والتي يتميز بها مهاجما المنتخب الإيطالي فارعا الطول لوكا توني وألبيرتو جيلاردينيو. وعلى الجانب الآخر وبعد روح قتالية عالية وإمكانيات هجومية جيدة للغاية أظهرها المنتخب الأميركي قد يعاني المنتخب البرازيلي مرة أخرى عند مواجهة المنتخبين بالجولة الثانية . وظهر المنتخبان بشكل مميز في الشوط الأول من مباراتيهما أمام مصر وإيطاليا بالجولة الأولى قبل أن ينهارا بالشوط الثاني فاستقبلت البرازيل هدفين أمام مصر بينما استقبلت أميركا ثلاثية أمام الطليان ليتضح أن العامل البدني قد يصنع الفارق بمباراة الفريقين. وبالتأكيد سيسعى دونجا لمعالجة أخطاء دفاعه خصوصاً ظهيريه بعد المرور ال " سلس " للمهاجمين المصريين بمباراة الفريقين والاختراقات التي تكررت كثيراً وأثمرت عن ثلاثة أهداف جاءات بالتساوي ما بين الجبهتين اليمنى واليسرى والإختراق من العمق. وبعد مباريات الجولة الأولى يبدو أن البطولة ستكون مبشرة للغاية على الصعيد التهديفي والأداء الجمالي خصوصاً مع ازدياد الإثارة تقدماً بدور المجموعات. ورغم البداية المقلقة للبطولة بنتيجة سلبية ومباراة بدت مملة للكثيرين بين منتخبي جنوب أفريقيا والعراق إلا أن البطولة سرعان ما أتت بثمارها فشهدت خمسة أهداف بمباراة أسبانيا ونيوزيلندا ثم سبعة أهداف بالمباراة الأكثر إثارة بين منتخبي مصر والبرازيل قبل أن يختتم منتخبي إيطاليا والولاياتالمتحدة الأميركية مباريات الجولة بأربعة أهداف ليكون المجموعة ستة عشر هدفاً في جولة واحدة من أربع مباريات وهو معدل أكثر من رائع . وشهدت الجولة الأولى 103 تصويبة على المرمى من الفرق الثمانية كان أكثرها من نصيب المنتخب الإيطالي الذي سدد لاعبوه 22 تسديدة وتلاه المنتخب الإسباني بفارق تسديدة واحدة بينما كان المنتخب العراقي هو الأقل شجاعة بين الجميع بالجولة الأولى حيث سدد لاعبوه تصويبتين فقط بفارق ست تصويبات كاملة عن المنتخب النيوزلندي . وكان المنتخب الإيطالي أيضاً هو أفضل من سدد على المرمى حيث ذهبت 12 تصويبة باتجاه المرمى الأميركي وتلاه منتخب أسبانيا بتسع تصويبات. وعلى صعيد التمريرات جاء المنتخب الأسباني بالصدارة ب 522 تمريرة مكتملة ونسبة نجاح 83,79 % وتلاه المنتخب المصري ب 434 تمريرة مكتملة ونسبة نجاح 79,78 %، فيما كان المنتخب الأميركي هو الأقل تماسكاً ب 205 تمريرة مكتملة ونسبة نجاح 56,94 % . ويبدو أن الطرد المبكر للأميركي ريكارد كلارك أجبر زملائه على بذل مزيد من الجهد لمجاراة المنتخب الإيطالي مكتمل الصفوف حيث كان الأميركي مايكل برادلي أكثر لاعبي البطولة قطعاً لمسافة داخل الملعب ب 12113 متراً، فيما جاء اثنين آخرين من زملائه ضمن أكثر أربعة لاعبين قطعاً لمسافة بالملعب وهما لاندون دونافان وكلينت ديمبسي ب 11345 و 11262 متراً على الترتيب في المركزين الثالث والرباع خلف النيوزلندي تيم براون الذي قطع مسافة 11405 متراً بمباراة منتخب بلاده أمام المنتخب الإسباني. وكان الأسباني فيرناندو توريس هو أكثر لاعبي الجولة الأولى تسديداً على المرمى بست تسديدات تلاه مواطنه ديفيد فيا والبرازيلي ريكاردو كاكا بخمس تصويبات ثم الجنوب أفريقي بيرنارد باركر بأربعة والمصري أحمد عيد عبد الملك بتصويبتين. وجاء الرباعي تيكو موديسي "جنوب أفريقيا" , فيرناندو توريس "أسبانيا", محمد زيدان "مصر" ودانيللي دي روسي "إيطاليا" كنجوماً للجولة الأولى بعد اختيارهم كأفضل لاعبين بمباريات جنوب أفريقيا - العراق , أسبانيا - نيوزيلندا , البرازيل - مصر وإيطاليا - الولاياتالمتحدة الأميركية على الترتيب. ويعد محمد زيدان هو اللاعب الوحيد الذي توج بجائزة أفضل لاعب بمباراة خرج فريقه خاسراً بها.