إقترب المونديال فبدأت عجلات الشائعات في الدوران وبدأت تتسرب المشاكل وتنتشر بين العامة كإنتشار النار في الهشيم , فتسري بين عموم المسؤولين والجماهير , لتخلف ردات فعل غاضبة , حول الفساد الكروي الذي يطبع الكرة الأوربية في أحد أهم حلقاتها الأساسية . المونديال الذي سيقام على الأراضي الإفريقية لم يخرج عن هذه القاعدة , حيث أنه في ظل الحمأة الكروية التي تسود مختلف بلدان القارة العجوز أضحى تسرب بعض فضائح الأندية واللاعبين حدثا عاديا بفعل ثواثر الأحداث التي صبت الزيت على اللهيب الحارق . من إيطاليا التي تعيش هذه الأيام على إيقاع فضائح بعض الأندية التي لم تبث بعد المحاكم الرياضية الإيطالية المختصة ولا سيما بعض الإتصالات التي تم تسجيلها والتي يحاك أنها تورط نادي انتر ميلان في التأثير من أجل تعيين حكام بعينهم لبعض مبارياته , إلى إنجلترا التي إندلعت فيها فضيحة جنسية بكل المقاييس لعميد المنتخب الإنجليزي جون تيري والجناح الأيسر أشلي كول , وصولا على المنتخب الفرنسي الذي يوضع العديد من لاعبيه الأساسيين تحت وطأة التحقيقات في جرائم جنسية لنجوم منتخب الديكة . فما الذي يحدث بالضبط لكبار منتخبات القارة العجوز ؟ الإنجليز والفضيحة التي هزت القارة العجوز. في إنجلترا إندلعت منذ شهر تقريبا فضيحة من الطراز الرفيع تورط فيها بدرجة أولى قائد المنتخب الإنجليزي جون تيري , الذي فقد كل عواطفه الجياشة تجاه زملائه سواء السابقون أو الحاليون ليتحول إلى وحش جنسي مفترس من خلال إقامته لعلاقة جنسية مع خليلة زميله السابق في الفريق اللندني تشيلسي , وفي المنتخب الإنجليزي , اللاعب الحالي لفريق مانشستر سيتي , واين بريدج , وهذه الفضيحة الجنسية خلفت ردود فعل غاضبة على اللاعب خصوصا وأنه يعتبر الأنموذج الذي يحتذى به بالنسبة للاعبين الشباب الذين يدافعون على عرين فرقهم ومنتخباتهم , إلا أن جون تيري هذه المرة لم يستطع حتى الدفاع عن عرينه من هذه الفضيحة الجنسية التي جلبت عليه العار من مختلف الجماهير سواء داخل إنجلترا أو خارجها , ولعل أبرز ردود الفعل الغاضبة والمستنكرة تجاه جون تيري هي تلك التي خرجت على لسان الدولي الأرجنتيني تيفيز الذي كان توعد تيري بالنيل منه إذا جمعهما القدر في مباراة واحدة . وفي نفس السياق , بل وحتى في نفس الفريق تورط الجناح الأيسر لنادي تشيلسي والمنتخب الإنجليزي أشلي كول في فضيحة جنسية أخرى , لتحول الأجواء الكروية الإنجليزية كل أعينها صوب هذين اللاعبين من أجل فهم الذي يجري في صفوف المنتخب الإنجليزي والنادي اللندني , حيث شكلا اللاعبين معا مادة دسمة للصحافة الإنجليزية التي وجدت في الحدث إثارة من أجل الحديث ومن أجل التسويق أيضا . الزوبعة الجنسية التي خيمت على سماء ستامفورد بريدج بدأت تطوى صفحاتها شيئا فشيئا, وبدأ الجمهور الإنجليزي يفكر في المونديال القادم حتى لا يتم التأثير على اللاعبين أكثر ورفع درجة الإحتقان في صفوف المنتخب المقبل على مباريات جد هامة تحتاج منه إلى تركيز أكبر , بعيدا عن أجواء الفضائح التي لا تزيد الأمور إلى إحتقانا. الأتزوري , من اليوفي إلى الأنتر ! بعد فضيحة نادي جوفنتوس قبل أربع سنوات من الآن , والتي كان من نتائجها نزوله إلى " السيري ب " وضياعه للقب الكالشيو الذي كان قد فاز به , وضياعه على إثرها للعديد من النجوم الذين كان يفخر بهم ملعب ديل ألبي الملعب السابق للنادي , هذا ناهيك عن ضياع صندوق النادي لعائدات مالية مهمة لا زالت بوادرها السلبية تؤثر على البيانكو نيري إلى حدود هذا الموسم الذي خرج منه خالي الوفاض . فإندلعت فضيحة أخرى لكن هذه المرة بعيدا عن مدينة طورينو , وبالتحديد تصوب مدافع الإتهامات إلى القطب الأول لمدينة ميلانو نادي الإنتر الذي يتهم مسؤوليه بإجراء مكالمات مع المسؤول الأول على لجنة الحكام من أجل تعيين حكام بعينهم لمباريات النادي , وذلك من خلال المكالمات التي سجلت في سنوات سابقة والتي وصلت إلى حدود 65 مكالمة . وقد خلف هذا الحادث صدى كبيرا في صفوف المهتمين بالشأن الكروي في إيطاليا , حتى أن البعض جعل منه مصدرا للتنكيت والسخرية بالقول على أن الأتزوري يتبركون من الفضائح التي تهب عليهم قبل المونديال حيث تكون لهم سندا كبيرا لإثباث الذات في الملتقى الكروي العالمي الأول من نوعه , وقد حدث ذلك سنة 1982 خلال المونديال الذي أقيم على الأراضي الإسبانية , وكذلك إبان المونديال الألماني الذي أقيم أربع سنوات من الآن , ليكون أملهم أكبر كذلك خلال المونديال الحالي من أجل أن تكون كل تلك الفضائح السند الكبير لهم من أجل الفوز بكأس العالم للمرة الخامسة في تاريخهم . بلاد الأنوار وظلام الفضائح. وغير بعيد عن إيطايا , إنفجرت في بلاد الأنوار فضيحة جنسية تورط فيها العديد من نجوم منتخي الديكة حيث لازالت التحقيقات جارية من خلال الإستماع لشهادة العديد من اللاعبين البارزين في صفوف المنتخب الفرنسي , حيث انه كلما إزدادت الأيام كلما إزدادت اللائحة السوداء في الإتساع وأن تضم إلى ثناياها العديد من الأسماء التي صفقت لها الجماهير الفرنسية بل والعالمية على أدائها فوق البساط الأخضر وحتى لأخلاقها العالية التي إتسمت بها منذ أن برزت أسمائهم في الساحة الكروية , لكن الذي جعل القضية تظهر إلى العلن بل وتشكل مادة أساسية لأغلب الصحف والمجلات الناطقة بلغة موليير هو أن الجرم يعاقب عليه القانون وذلك من خلال إقامة علاقة جنسية مع قاصر والذي تصل عقوبته إلى ثلاث سنوات سجنا نافذا و45 ألف أورو كغرامة . وهو الجرم الذي إعترفا به كل من ريبيري وسيدني غوفو إلا أن دفاعهما يتشبت على أن اللاعبين لم يعلما على أن الفتاة لازالت قاصرا وقتها , في حين أن التحقيقات لازالت سارية مع العديد من اللاعيبن الآخرين اللذين أنكروا علاقتهم بالفتاة وعلى رأسهم كريم بنزيمة وحاتم بن عرفة . فهي إذن حالة غير مسبوقة يعيشها الديوك أيام قليلة قبل إعطاء شارة الإنطلاق للمونديال , التي يمني كل المهتمين بمجال المستديرة في فرنسا النفس أن لا يؤثر هذا الحادث على اللاعبين المتورطين سواء على أدائهم , أو على المدرب رايمون دومينيك الذي قد يستغني عن ثلة من نجومه للذهاب بها إلى المونديال . متى ستتوقف عجلات الشائعة عن الدوران ؟ لعله السؤال الذي يقف كالغصة في حلق الجماهير الأوروبية وليست فقط البلدان المعنية بالفضائح التي شملتها في الأيام الأخيرة لاسيما وأن الكل يعقد الآمال على هذه المنتخبات الثلاث لكي ثمثل القارة العجوز كعادتها أحسن تمثيل . فالكل يأمل في مشاركة أكثر من إجابية لكل منتخب على حدى , خصوصا وأن إنجلترا وإيطاليا وفرنسا يعدون القاطرة التي يمكن أن تجر عربة المنتخبات الأوروبية خلال المونديال العالمي القادم , لعله يكون فأل خير على واحد من هذه المنتخبات حتى تنسي جماهيرها خيبة الفضائح التي تطبع المشهد الكروي داخل البلدان المعنية بالأمر , ومن أجل وضع حد لكل الشائعات التي تقول على أن هذه الفضائح ستؤثر لا محالة على هذه المنتخبات في المونديال . ليبقى التساؤل , هل سيكون لهذه الضجة من الفضائح الأثر السلبي على اللاعبين والطاقم التقني للمنتخبات المعنية ؟ أم أن ذلك لا يعدو أن يكون سحابة عابرة لن تؤثر بأي شكل من الأشكال ؟ وهل يأخذ المتفائلون بذلك الأنموذج الإيطالي في الحسبان ليعتبرونه أحسن مثال في مواجهة الفضائح بأقل الأضرار الممكنة ؟ أكيد أنها أسئلة لن يجيب عنها سوى المونديال الذي سيقام على بعد أيام معدودة من الآن