للمرة الثانية نظم المجلس البلدي لمدينة المحمدية، الأحد الماضي، بتعاون مع جمعية "المحمدية-ألوان"، وتنسيق مع الجهات الأمنية، "يوم بلا سيارة"، في إطار تكريس آخر يوم أحد من كل شهر لأهداف التحسيس بأهمية المحافظة على البيئة. والحقيقة أنه كان يوما بلا ضجيج ولا دخان ولا حوادث سير"، بل كان فرصة لامتلاك السكان مجالهم الحضري، والاحتفال بالزهور، التي تكتسيها المدينة، بداية فصل الربيع. كما شكل هذا اليوم فرصة سانحة لتقديم فقرات فنية، تتمثل في عروض مسرحية وموسيقية ومعارض للفن التشكيلي وفن السيرك، استمتع بها الصغار والكبار، في جو ربيعي رائع، وهي مبادرة نتمنى أن تقوم بتقليدها مدن أخرى، مثل الرباط والدارالبيضاء ومراكش، وفاس، حيث باتت معدلات حوادث السير ودرجات التلوث مرعبة للغاية. ونُظمت، بهذه المناسبة، أيضا، ورشة لتلقين الأطفال قواعد الرسم والصباغة، وأخرى لإعادة استعمال الورق. كما اشتملت هذه التظاهرة، التي تجاوبت معها عائلات وأسر من مدينة المحمدية وخارجها، على عروض موسيقية، شاركت فيها فرق شبابية، خاصة منها فرق الهيب هوب وكناوة، بالإضافة إلى تقديم عروض بهلوانية في فن السيرك، بينما حرص رجال الأمن على منع مرور الشاحنات والسيارات وأصحاب الدراجات النارية نحو وسط المدينة، الأمر الذي استحسنه السكان، وفرح له، خصوصا الأطفال، الذين وجدوا في مدينتهم حديقة بلا حدود، يلعبون فيها ويمرحون بكل حرية، ودون خوف من أن تدوسهم سيارة أو يخنقهم دخان شاحنة متهالكة. وكان محمد لمفضل، رئيس المجلس البلدي للمحمدية، وعد بتنظيم مثل هذه التظاهرة الأحد الأخير من كل شهر، مضيفا أنه إذا سجلت مصالحه رد فعل إيجابي من قِبل المواطنين، فإن ذلك لا يمكن إلا أن يكون حافزا لجعل هذا المكان فضاء بلا سيارات، بشكل نهائي، وطيلة السنة، حسب المسؤول الجماعي. في الأخير، تحية لرجال الأمن، الذين سهروا على نجاح هذه المبادرة، وظلوا طيلة النهار مرابضين عند وملتقيات الطرق، ومداخل الشوارع المؤدية إلى وسط المدينة، لمنع عبور جميع أنواع السيارات والشاحنات والدراجات النارية، باستثناء سيارات الإسعاف بالطبع..