بمرور الزمن يتكرس الدور الهام لمؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، التي تم إحداثها إعمالا لمقتضيات الظهير الشريف المحدث للمؤسسة (رقم 1.09.198 الصادر في 23 فبراير 2010)، باعتبارها لبنة أساسية لضمان العناية بكتاب الله عز وجل، تسجيلا وطبعا ونشرا وتوزيعا. ومع حلول شهر رمضان الأبرك، الذي يزداد فيه الإقبال أكثر على كتاب الله على وجل، تبرز أهمية الأدوار التي تقوم بها المؤسسة، خاصة في ضوء الهدف المعلن خلال تدشين مقرها بالمحمدية، والمتمثل في إنتاج مليون نسخة من المصحف المحمدي الشريف سنويا، توزع على مساجد المملكة ومؤسسات أخرى ، كما يتم إرسال نسخ منه إلى مساجد الجالية المغربية المقيمة بالخارج ومساجد الدول التي تعتمد رواية ورش ولاسيما الدول الإفريقية . وفي هذا الصدد أبرز السيد حميد حماني مدير مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المؤسسة ، التي تعتبر هيئة وطنية عليا مرجعية في مجال الإعداد العلمي والمادي لكتاب الله عز وجل، تقوم بطبع المصحف المحمدي الشريف وتسجليه وتوزيعه، كما ترخص لقطاع الناشرين باستيراد المصحف الشريف وتوزيعه بالمملكة ، فضلا عن مراقبة النسخ الرائجة المطبوعة منها والمسجلة بربوع المملكة. وأضاف أن طبع المصحف الشريف يأتي ضمن الحفاظ على رواية ورش عن نافع، وذلك في إطار الوحدة المذهبية في القراءات القرآنية، على غرار وحدة المذهب (المذهب المالكي). وبلغة الأرقام، يضيف السيد حماني، فإنه منذ تدشين أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمؤسسة سنة 2010 ، وبعد الانطلاقة الفعلية لها في يناير 2011 ، تمكنت هذه المؤسسة من طبع 520 ألف نسخة من المصحف المحمدي الشريف سنة 2011 ، مقابل 830 ألف نسخة سنة 2012 ، في حين تم طبع 892 ألف نسخة سنة 2013 ، مؤكدا أن المؤسسة حددت سنة 2014 هدفا تعمل على تحقيقه يتمثل في طبع مليون نسخة من المصحف الشريف. وأكد حماني أن كميات المصحف الشريف التي تم إنتاجها استفادت منها عدة جهات منها المساجد والمجالس العلمية وجمعيات المجتمع المدني والمعاهد والجامعات والمؤسسات، والمغاربة المقيمون بالخارج ، وعدد من الدول الإفريقية . وأشار أيضا إلى أن المؤسسة تقوم أيضا بتسجيل المصحف المحمدي مرتلا ، موضحا في هذا السياق أن الأمر يتعلق بتسجيله بصوت أربعة قراء سنة 2011 ، وقارئ واحد سنة 2012 ، وقارئ واحد سنة 2013 ، وقارئين اثنين سنة 2014 . وأبرز أنه بالنظر لتزايد الطلب على كتاب الله عز وجل ، اهتدت المؤسسة إلى فكرة الشراكة مع الناشرين المغاربة بغرض إعادة طبع المصحف الشريف ، وذلك في إطار عقود شراكة ، موضحا أن 11 دار نشر قامت فعلا بإعادة طبع 100 ألف نسخة من المصحف الشريف سنة 2013 . وأشار إلى أن المؤسسة هي بصدد إعادة النظر في هذه العقود لكي يتسع مجالها أكثر بشكل يسمح بالاستجابة لطلبات ناشرين آخرين. وفي سياق متصل، ذكر مدير المؤسسة ، بأن أمير المؤمنين الملك محمد السادس كان قد تفضل بتوزيع 40 ألف نسخة من المصحف الشريف على مساجد مالي وكوت ديفوار وغينيا والغابون، وذلك خلال زيارته مؤخرا لهذه البلدان. كما أعلن عن استفادة السنغال من 10 ألاف نسخة من المصحف الشريف قبل حلول شهر رمضان المبارك الحالي، وذلك في إطار الدور الريادي للمغرب عبر التاريخ، خاصة في مجال الإشعاع الروحي والثقافي والحضاري. وتبقى الإشارة إلى أن العناية بالقرآن الكريم ورعايته والاهتمام به كان دائما حاضرا في انشغالات المغاربة منذ عهد الأدارسة إلى الآن .. وقد جاءت هذه المؤسسة لتعزيز هذا التوجه بشكل يسمح بالعناية أكثر بالمصحف الشريف، وذلك من خلال توزيعه على كل الناس في المغرب وإفريقيا وأوروبا بل وفي العالم.