هبة احمد المجالي - انتشرت في العقد الأخير مواقع التواصل الاجتماعي ك Facebook و Twitter و Google + وغيرها، وقد اكتسحت هذه المواقع العالم وجعلته فعلا قرية صغيره، و يلتقي فيها الأطفال والشباب وكبار السن على اختلاف ثقافاتهم وخلفياتهم التعليمية. وكثر مستخدمو هذه المواقع على حسناتها وسيئاتها، وتنوعت اساليب استخدامهم لها وتفاعلهم معها ونوعية الأنشطة التي يمارسونها في هذه المواقع والشبكات. وفي حديثي هنا، سألقي الضوء على بعضٍ من سلبيات هذه المواقع ومنها انعدام الخصوصية وكونها عالما غير حقيقي وانحدار المستوى الأخلاقي وسرعة انتشار الأخبار الكاذبة. ومن أهم سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي هو كونها عالماً افتراضياً ليس بالحقيقي. مع ظهور شبكات التواصل الاجتماعي ظهر مصطلح العالم الافتراضي وهو مجتمعٍ تغلب عليه سمات افتراضية وشخصيات زائفة تختبئ خلف لوحة المفاتيح تمضي وقتا في هذا العالم أطول مما تمضيه في العالم الحقيقي. فقد أثبتت الدراسات أن نسبة ليست بالقليلة من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي ما هم الا أشخاص زائفين ومنتحلي شخصيات غيرهم لأهداف وأغراض متعددة، وقد أكد الكثير من مستخدمي هذه الشبكات أن بعد مضيهم ساعات واسابيع على تواصل مستمر مع احد الاشخاص، اكتشفوا ان هذا الشخص ما هو الا شخصية كاذبة ابتكرها لتمضية الوقت والتسلية ليس الا. يعتبر أيضا انعدام الخصوصية كأحد سلبيات شبكات التواصل الاجتماعي، فجميع ما يشاركه الأفراد على هذه المواقع معروض لشريحة كبيرة غير محدودة ولا يمكن السيطرة عليها وحصرها. فمهما حاول مستخدم هذه الشبكات ضبط اعدادات الخصوصية الخاصة به، الا ان مشاركته لصوره ومعلوماته الشخصية هو خطأ فادح قد يرتكبه. فكل هذه المعلومات والصور والأحداث معرضة للسرقة وسوء الاستخدام من جهات واطراف عدة. فوجود مثل هذه المعلومات كالعنوان الشخصي او الصور الشخصية يسهل على متصيدي هذه المعلومات الحصول عليها واستخدامها ضد مستخدم هذه الشبكات، بل وقد تصل الامور الى حد الابتزاز والمسائلة القانونية بعد ذلك. وتعتبر سرعة انتشار الأخبار المغلوطة والشائعات من أهم المضار التي خلفتها هذه المواقع والشبكات ، وذلك لعدم وجود جهة رقابية تتأكد وتتحقق من صحة هذه الأخبار، فتنتشر بالصوت والصورة بسرعة البرق بين المستخدمين ويصدقها الجميع ويقوم بإعادة نشرها دون رقيب او حسيب . وسهلت البرامج المتطورة عملية انتشار الصور المفبركة ونشر الشائعات حولها وتداولها بين اكبر مجتمع افتراضي في وقتنا الحاضر. ولا يقف الموضوع عند نشر شائعات عن أفراد فقط، بل قد يصل الى نشر شائعات عن دول وبلدان وهو ما قد يهدد أمنها واستقراراها بل قد يؤدي الى توتر علاقاتها مع الدول الأخرى بسبب شائعة نشرها مستخدم عديم المسؤولية، وهو الأمر الذي صعَّب على الدول السيطرة على أمنها ولجوئها الى وسائل اخرى للامساك بزمام الأمور. كذلك انتشار الأحاديث النبوية الضعيفة والأدعية، ومنها ما هو موضوع ومفبرك، وتصديق الناس لها وتداولها فيما بينهم، بل وحثهم على اهميتها وأهمية العمل والأخذ بها. كما ان انحدار المستوى الأخلاقي وتفشي العادات الأخلاقية السيئة هو احد سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي. فأصبح الحصول على الصور الخليعة والمواقع اللاأخلاقية على بعد كبسة زر واحدة. ويندرج تحت هذا الموضوع أيضا تفشي العلاقات المحرمة بين الشباب والفتيات لسهولتها وسهولة التواصل فيما بينهم. كما أدت مواقع التواصل الاجتماعي الى سرعة انتشار وتداول الكلمات اللاأخلاقية والشتائم بين المستخدمين، لكثرة استخدامها في التعليقات والردود على منشورات بعضهم البعض. ونهايةً، لا ينكر أحدنا أن مواقع التواصل الاجتماعي ما هي الا سلاح ذو حدين، تعتمد فوائده ومضاره على كيفية استخدامه، وعلى المستخدمين كافة ضبط أنفسهم وتسخير هذه الوسائل الحديثة لنفع أنفسهم ومجتمعاتهم بشكل ايجابي فعال، والحذر الشديد أثناء استخدامهم لهذه المواقع وما تحتويه من أنشطة وتطبيقات ومواقع.