يؤكد الخبراء أن أكثر توقيت يرتفع فيه خطر اكتساب الوزن الزائد هو المساء، حين يبدأ الجسم بتخزين الطاقة. تلجأ معظم الفتيات والسيدات إلى وضع أنظمة وبرامج غذائية مختلفة لإنقاص الوزن الزائد ، والتي في كثير من الأحيان قد لا تجدي نفعاً، لأنهن يركزن أكثر على تخفيف وجبتي الصباح والغداء ويتهاونَّ مع العشاء.
ويعتبر المساء، التوقيت الذي يبذل فيه الجسم أقل جهد ويحرق أقل سعرات حرارية، وهو ما يجعلنا ننهض كل صباح مكتسبين بضعة غرامات زائدة.
وفي هذا السياق، استطاع خبراء التغذية أن يضعوا برنامجاً سليماً للتغذية الصحية، يمكن من خلاله إعادة تنظيم النشاط اليومي للجسم وترتيب قائمة المأكولات على امتداد ساعات النهار والمساء.
ولخسارة الوزن بالطريقة المثلى، ينصح الأطباء بضرورة تناول العشاء بين السابعة والتاسعة ليلا، باعتبار أنّ هذه الفترة تُعدُّ أفضل توقيت مسائيّ لمد الجسم بالطعام، كما أنّه علينا النوم بعد ساعتين من تناول العشاء، ذلك أن هضم الطعام لا يتم بطريقة سليمة عندما ينام الإنسان مباشرة بعد الأكل. وفي حال شعر المرء بالجوع ليلا، فعليه الاقتصار على أكل زبادي أو قطعة جبن خالية من الدسم أو حبة فاكهة قليلة السكر.
ويشدد الباحثون على ضرورة إعداد وجبة عشاء قليلة السعرات الحرارية، يتم التركيز فيها علي البروتينات والألياف.
ويجب أن يحتوي البرنامج الغذائي للعشاء على نحو 150 غراما من الدجاج من غير جلد، أو 150 غراما من السمك أو من البيض، بالإضافة إلى الخضار حسب الاختيار: طماطم أوخيار ملفوف أو فاصوليا خضراء.
وبالنسبة إلى اللحوم والخضروات، فمن المفضل أن يطبخ بالبخار أو في الفرن.
يفضل عدم تناول الطعام أمام شاشة التلفزيون لأنّ الانشغال بمتابعتها يشوش التركيز على كمية الأكل
ولإضفاء مذاق لذيذ على العشاء، يمكن إضافة سلطة مشكلة من الخضروات. ويستحسن ألا نقوم كل ليلة بإعداد عشاء من هذا النوع كي لا نشعر بالملل بسرعة، ونكتفي به على الأقل 3 مرات في الأسبوع إلى أن نفقد الوزن الزائد، ومن ثم نحافظ على هذا الإيقاع طيلة الحياة لتثبيت الوزن.
يذكر أن هناك عوامل أخرى تساعد على إنجاح هذا البرنامج، تتركز خاصة في النوم على الأقل ثماني ساعات في اليوم، حيث تعد قلة النوم من العناصر التي يشتبه في تسببها في زيادة الوزن، حيث يلعب النقص في ساعات النوم على زيادة هرمونين يؤثران بطريقة مباشرة في تثبيت الوظيفة الغذائية للجسم ،ويتسبب في تخفيض إفراز مادة الليبتين التي تؤدي إلى زيادة الشهية وإقبال أكبر على الأغذية الغنية بالدهون والسكريات.
ويستحسن أن يتضمن البرنامج الغذائي كذلك عدم زيادات في الأكل بعد الانتهاء من الوجبة الأخيرة.
ويتوجب على الإنسان أن يقوم بإعادة تنظيم وموازنة وجباته قبل منتصف النهار، بحيث يكون الجسم في طور استهلاك كميات كبيرة من الطاقة.
وهو التوقيت المناسب لتناول سكريات بطيئة وسريعة في نفس الوقت، مثل شرائح خبز صغيرة بالزبدة والمربي، وزبادي محلى بالسكر، وحبة فاكهة ودهنيات تحتوي على 150 غراما من المرتاديلا مثلا.
وعند منتصف النهار، يجب أن نتناول وجبة متوازنة، كأن تتكون مثلا من 150 غراما من الأرز أو الخبز دون صلصة أو مع صلصة مخففة و150 غراماً من اللحم أو من السمك، بحيث تكون كلها نصف دهنية، مثل لحم خروف أو سمك السلمون و200 غرام من الخضروات ومنتج لبني نصف دسم، زبادي مثلا.
يتسبب النقص في ساعات النوم في تخفيض إفراز مادة الليبتين التي تؤدي إلى زيادة الشهية وإقبال أكبر على الأغذية الغنية بالدهون والسكريات
هذا وتوصلت مجموعة من الأبحاث الحديثة إلى أن تناول الطعام أمام شاشة التلفزيون يتسبب في السمنة، فالشاشة الصغيرة تخطف كل انتباهنا وتنسنيا التركيز على ما نأكله. وبالتالي ينصح الخبراء بتناول الطعام دائما أمام شاشة مطفأة مع الحرص على عدم تجاوز عشرين دقيقة على طاولة الطعام، ومثلها في المطبخ.
وبعد العشاء، يفضل المشي ولو لنصف ساعة لتسهيل عملية الهضم والخروج لاستنشاق الهواء والسير بجسد مستقيم مركز على التنفس، بحيث تكون عملية التنفس بطيئة لنتمكن من التلخص من ثاني أوكسيد الكربون .
تجدر الإشارة إلى أن اتباع هذا البرنامج يساهم في التخلص من السموم التي خزنها الجسم، وحرق كل السعرات الحرارية الزائدة.
ولتجنب تخزين السعرات الحرارية التي تتم بطريقة أوتوماتيكية لابد من استعمال طريقة الوجبة الطبق، يعني أن نحاول خداع أنفسنا بوضع الكمية المناسبة التي نحتاج إليها، منذ البداية، في الطبق.
من جهة أخرى، نبّه خبراء التغذية إلى تفادي تناول الخبز مع صلصة دهنيّة لأنهما يرفعان من نسبة السعرات الحرارية في الوجبة.