السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا امرأةٌ متزوِّجة منذ سنوات، ولديَّ أطفال، كان زوجي قبل الزواج يعيش مع امرأة أجنبية عنه ولديه منها بنتٌ! وبعد الزواج ما زال يذْهَبُ لابنته، وينام هناك ثلاثةَ أيام في الأسبوع؛ لكي يوصل ابنته للمدرسة؛ لأنَّ أمها تعمل! مللتُ هذا الوَضْع؛ فالمرأةُ ليستْ زوجته، حيث أقام معها علاقة غير شرعية منذ عشرين عامًا، وقد أنجبا الفتاة من الحرام! الآن هو نادمٌ على فعلتِه، لكن الفتاة ليس لها ذنبٌ، وفي الوقت نفسه لا يستطيع التخلِّي عن ابنته التي عمرها عشر سنوات؛ لأنها محتاجة إليه، ولا تجد من يُوَصِّلها للمدرسة، وقد يكون مضطرًّا لأن ينام هناك! ما يُزعجني أنه ما زال يرى تلك المرأة وينام في بيتها، برغم أنه يقول: إنه قَطَع علاقته بها، وإنه تاب منذ زواجه مني، ويُقسِم على ذلك؛ وأنا أصبر! لكني أشعر أنه حريص جدًّا على المبيت عندها، ويتحجَّج بأي حجة ليكونَ هناك، أنا أتعذب كل ليلة ينام فيها هناك، الشكُّ والغيرة تكاد تقتلني، بدأتُ أكرهه، ولا أعرف إلى أي مدى يُمكنني أن أواصلَ معه. أنا في حيرةٍ كبيرةٍ.. وقد تعبتُ نفسيًّا ولا أدري ماذا أفعل؟ الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فلا شك - أيتها الأخت الكريمة - أنَّ زوجك قد ارتكب منكرًا فظيعًا، نسأل الله أن يُلهمه التوبة الصادقة، والتي مِن شروطها - غير الاستغفار والندم على ما كان - العزمُ على عدم العَود في المستقبل، وهذا يتطلب منه قَطْع أي حبلٍ يوصله بتلك المرأة، وكذلك كيف يكون نادمًا على ما اقترفتْ يداه وهو يبيت عند مَن زنا بها ثلاثة أيام في الأسبوع؟!
فيُمكنه أن يُساعِدَ الفتاة دون أن يختلطَ بها وبأمِّها، وما يفعله زوجُك قد تعدَّى مرحلة الاختلاط، فهو يبيت مع امرأةٍ غير عفيفة في بيتٍ واحدٍ، وقد عاشرها مِن قبلِ عشرين عامًا مُعاشرة الأزواج! فكيف يأمَن على نفسه معها إن كان صادقًا؟!
وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يخلون رجلٌ بامرأة إلا ومعها ذو محرم))؛ متفق عليه، وفي رواية: ((ولا يخلون رجلٌ بامرأة فإنَّ ثالثهما الشيطان))؛ رواه أحمد.
وأعلميه أنَّ تلك البنت الناتجة عن الزنا، لا تَمُتُّ إليه بصلةٍ؛ لأنها ابنةٌ غير شرعية، فليستْ بابنة له، ولا تُنْسَب إليه، ولا تَجِبُ عليه تجاهها نفقةٌ ولا سُكنى، وإنما تنسب لأمها، وتتحمل هي نفقاتها، فإن لم تستطعْ أمها، فإن استطاع هو فلا بأس أن يساعدها، ويعطيها ما يشاء مِن باب الإحسان والهِبَة، لا من باب الوجوب والالتزام، دون أدنى اختلاطٍ بهما.
ويمكن أن تطلعيه على تلك الاستشارات على موقعنا: "صديقي له ولد من الزنا، فكيف يساعده؟"، و"زنيت بها وحملت، فماذا أفعل؟!"، و"مشكلة في بداية حياتي الزوجية".
هذا، ويجب عليك أن تتحَلَّي بالرِّفق واللين والصبر الجميل؛ في نُصح زوجك، وإبلاغه بالحكم الشرعي لما يفعله، وذلك أدْعَى للقبول.