في زمن كثرت فيه الكتابة و إندثرت معه القراءة حسب الوحي الدولي .... أينما وليت عينك تجد مغردون هنا و جيمات و كومنتيرات هناك ... الكل يكتب ... فكان قراري الليلي أن أخطخط حروفا هنا .... ليس لي فقط وليس لأي أحد ... فصدقوني أيها الليليون ما أروع لياليكم و ما أصعب قرار الكتابة ... فكثيرا ما كانت تدفعني أفراح الآخرين و أحزانهم إلى القلم .... فالمداد لحظة عري تام أمام قرائك ... يجب عليك أن تتجرد من كل شيء ، أن تخرج من الأنت .... وتراعي شعور الآخر .....صدقني إن أجزمت لك .... ليس بإمكان أي أحد الإدعاء بأنه هو من يتحكم في قراراته .... فرغم رفضي التام لمعادلات هذا العصر و تحفظي على بعض أقلامه الإلكترونية .... لكن لابد لك أن تستلم .... ذاهبة هي الأحيان التي تكتب فيها إلى صديق .... نعم إسترح .... حذاري من أن تنهزم .... الهزيمة لغة الضعفاء ، لغة الجبناء ، لغة الغير مصنفون ... طبعا لست أنت منهم...... لن ننهزم بصوت عال في ليالي البرد القارسة أسمعتها لهم .... نعم كنت الإستثناء ..... نعم سنستمر في طريقنا بصمت مرة أخرى .... ضد الفقر ضد الجوع ضد التهميش ، ضد كل شيء تشمئز منه الإنسانية ، ضد كل شيء لا يقبله العقلاء ، وينافي النواميس الدولية .... ضد كل الأشياء التي تريدون منا أن نقبلها كقاعدة إلهية في حياتنا .... لتقول معزيا نفسك بإنتصاراتهم ... كما قالت مستغانمي " إنّهم على ثرائهم فقراء كرامة " وتباهي بشعار لن يطعمك . لكن يوما بعد آخر ، وأنت تذهب لتشتري بما في جيبك من "صكوك عزة النفس" ما يسد رمقك ، تكتشف أن عملتك لا تنفع لتوفير حياة كريمة .... وإن الكرامة بنك بدون سيولة ... لتتأكد من شيء واحد بأننا نعيش معا في دول خارج العولمة .... أمة مابعد الربيع الطائي ، تبا لهذا الزمن العنكبوتي لازلنا نجوب فيه شوارع التاريخ و نهادي أنفسنا بالفيسبوك .... إستراتيجات الإلهاء و التويترات الجماهيرية .... أكذوبة البدايات و حقيقة النهايات ... رغم أننا فهمنا المسلسل المدبلج لكل اللغات غير أننا لا نستطيع ..... يجب علينا أن نؤدي ضريبة الجغرافيا الخطأ ... ألم يقل إدوارد سعيد المكان الخطأ ... ليولول الكهنة ... الجدد ... يجب عليك أن تؤمن بالقدر و بالتاريخ و الجغرافيا و ... و ... قل لحراس المعابد ... نحن لا نؤمن بما تعبدون نحن نسبح بإسم الله الذي لا شريك له رب رحلة الشتاء والصيف رب محمد وموسى وعيسى وداوود و الصديق وكل الرسل والأنبياء .....في زمن الآلهة الجديدة .... يا عباد الأشياء و الأشياء ...صديقي رغم المسافات فأنا أسمع صوتك و أنحني إحتراما لكبريائك .... أمام تلك المائدة المستديرة ... ما أجمل عيون تلك القطط و صراخ تلك الطفولة ... كانت ساعات و ساعات أواه ثم أواه كانت مضيئة ...صديقي أريد أن أقول لك مظلمة هي ساعات هذه الأيام بل حتى الموت والحياة تآمرا علينا ..... ، صديقي هنا الكثير مما يقال .... ومما سيقولون ..... كذب المتقولون ولو صدقوا .... صديقي إياك أن يقنعوك بأننا كنا أشياء مثل كل الأشياء ... نعم سوف ينجمون ... بأفواههم ، بأقلامهم ، سوف يكذبون ما إستطاعوا لذلك سبيلا ... إياك أن يرغموك بأن تصدق تنظيراتهم .... صديقي عش مع الطموح والأمل و التحدي والعزيمة هذه الطاقة البديلة في بورصة القيم الإلكترونية الحديثة .... تعايش مع نفسك قبل أن تعيش مع الآخرين ... تذكر إن الشمس تشرق بعد كل مغيب .... تذكر معجزة عطر شانيل الفرنسي ... تذكر إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ... فإعمل صديقي ولا تكثرت ، فسيبقون دائما صغارا أمامنا ... إمضي في نجاحاتك ودعهم يثرثرون .... ، لأنهم يخافون من النجاح والتميز ... ويريدون أن يصنعوا من الجهل قدوة .... ويريدوننا أن نقبل تصنيفاتهم ... تذكر فلا حياة مع الهزيمة ... و تذكر أن تقول لهم دائما يا رفيقي لا يمكن صنع وطن عظيم بناجحين فاشلين ..... و كن واثقا صديقي بأننا لن ننهزم ......... تحياتي