أطلق الإخوان قناة "رابعة" الفضائية حيث احتضنتها تركيا الداعمة للجماعة، لكن استطلاعاً للرأي أظهر في المقابل تراجعاً لشعبية تركيا في هذه الدول ولا سيما مصر وسوريا. فدونما كلل أو ملل، تواصل تركيا دعم الإخوان على الأرض وفي الفضاء. فقد انطلقت "رابعة"، فضائية إخوان مصر، من حاضنة الإخوان في اسطنبول، تلك المدينة التي لم تستطع خلع عباءتها العثمانية. تيمناً ب"رابعة العدوية" حيث رابط أنصار الإخوان في محيط مسجد باسمها في القاهرة، وجاء اسم القناة، وتيمناً بشعار "رابعة"، الذي كان أول من رفعه هو رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان بأصابعه الأربعة، جاء شعار القناة المصرية. وسخّرت سلطة المال التي يمتلكها الإخوان تمويل افتتاح القناة لكن ربما سلطة النفوذ لم تفلح في إطلاقها من بيروت فوقع الخيار على تركيا ذات الأغلبية الإخوانية الحاكمة. ومن هناك كان إيصال الرسالة أسهل بأن ما حدث في مصر يعتبر انقلاباً من وجهة نظر الإخوان. وكان الراعي في إيصالها أقوى وهي تركيا التي تسعى إلى التحكم في توجيه رياح الربيع العربي خلال العامين الماضيين. لكن يبدو أن قوة الرياح غيرت اتجاه البوصلة التركية، فقد أظهر استطلاع للرأي أجري على 16 دولة إقليمية تراجع شعبية تركيا في منطقة الشرق الأوسط. 88% من المشمولين في الاستطلاع بسوريا يرون أن الحكومة التركية ليست صديقة لبلادهم, وفي مصر لديهم الإحساس نفسه ولكن بنسبة 68%، لكن الليبيين المستطلعين في الرأي جلهم يرى ذلك وفي تونس تصل إلى 88%. كما أظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة تركيا للدراسات الاقتصادية والاجتماعية تراجع شعبية تركيا خلال الثلاث سنوات الأخيرة من 78% في بدايات الربيع العربي هبوطاً إلى 59% بعد عامين من انطلاقه. وكان لمصر وسوريا الأثر الأكبر في تحديد تراجع شعبية تركيا في المنطقة ربما لأنهما أكثر المناطق قرباً من حرارة السياسة الطائفية التي تتبعها تركيا، بحسب التعبير المستخدم في الاستطلاع.