أكد وزير الشباب والرياضة محمد أوزين أن المغرب لا يمكنه أن يحقق النمو والازدهار المنشودين من دون مساهمة شبابه. موضحا أن هذا الأخير لن يكون بدوره قادرا على تحقيق أهدافه بدون مغرب قوي ومتجه بعزم نحو المستقبل. وقال أوزين بمناسبة عيد الشباب، إن الأمر يتعلق بحاجة متبادلة بين بلد فخور بأبنائه وشباب متشبث بوطنه، مبرزا أنه آن الأوان من أجل العمل على إنجاح تحدي الشباب. ومن أجل إعطاء هذه الشريحة المكانة التي تناسبها، وتمكينها من المساهمة في بناء مغرب الغد، ذكر بأن وزارة الشباب والرياضة أطلقت، تحت القيادة النيرة لجلالة الملك محمد السادس، العديد من المشاريع والبرامج، على رأسها الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب . وتروم هذه الرؤية على المدى الطويل ، على الخصوص، تحديد التوجهات الاستراتيجية في مجال تأهيل الشباب وتعزيز عملية التفكير والتشاور مع الفاعلين المعنيين من القطاعين العام والخاص ، مع إشراك الشباب في تحديد المحاور الاستراتيجية للتدخل، والأهداف الواقعية ووضع تدابير ملموسة لتحسين وضعية الشباب على المدى القصير والمتوسط والطويل. وميدانيا ، ذكر أوزين بأن مجال عمل هذه الاستراتيجية يتمحور حول خمسة محاور، تتمثل في الرفع من الفرص الاقتصادية بالنسبة للشباب، وزيادة فرص الولوج للخدمات الأساسية ذات جودة ، والحد من التفاوتات الجغرافية، وتعزيز المشاركة الفعالة للشباب داخل المجتمع المدني، وفي صنع القرار، وتعزيز احترام حقوق الإنسان وتقوية الإجراءات المؤسسية للتواصل والتقييم والحكامة. وأشار في هذا الصدد إلى أن مشروع المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي، المنصوص عليه في الدستور الجديد للمملكة والذي يترجم التزام المغرب تجاه شبابه، دخل هو أيضا مراحله النهائية، مبرزا أنه ابتداء من الشهر المقبل، ستقوم الوزارة بتعيين أعضاء اللجنة المكلفة بوضع تصور حول المجلس، والذين سيتم استبعادهم من المشاركة في هذا المجلس بمجرد إحداثه. وذكر الوزير بأن المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي سيكون بمثابة أرضية دائمة مكلفة بالاستجابة لانتظارات الشباب بالنسبة لالتزامهم الديمقراطي، وذلك من خلال ضمان منبر دائم لهم للمشاركة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بالمملكة. وبالإضافة إلى هذه المشاريع المهيكلة ، أبرز أن الوزارة وضعت مشاريع أخرى لفائدة الشباب، منها بطاقات الشباب ، (يتم وضع اللمسات الأخيرة عليها) ، والتي ستقدم لهم مزايا في مجالات منها النقل، والسكن ، والصحة، والرياضة... وأشار أيضا إلى البرنامج الوطني للعمل التطوعي والتربية المدنية، الذي أطلق في يناير الماضي، والذي يهدف ،بشكل خاص، إلى تعزيز ثقافة التنمية القائمة على قيم التماسك الاجتماعي، وكذا إلى مشروع " مواهب بلادي" ، الذي سيطلق في شتنبر المقبل، والذي يهم بالخصوص شباب المغرب العميق. وأضاف أوزين أن وزارة الشباب والرياضة أطلقت ، أيضا ، البرنامج الوطني للتشغيل الذاتي للشباب، بشراكة مع البنك الدولي، والذي يروم تيسير ولوج الشباب لسوق الشغل من خلال تعزيز قدراتهم ومواكبتهم ماليا في مجال التشغيل الذاتي، مشيرا إلى أن هذه الإنجازات تتمثل أيضا في المهرجان الوطني للموسيقى والمهرجان الوطني للفنون التشكيلية والمهرجان الوطني للمسرح . وبخصوص الرياضة ، اعتبر أزوين أن إقلاع هذا القطاع يمر ،حتما، بالعودة إلى الأساسيات، من خلال عمل يبنى على أربعة محاور رئيسية. وأوضح الوزير أنه يجب الرجوع أولا إلى الرياضة المدرسية والجامعية، وذلك في إطار الاتفاقيات المبرمة مع وزارة التربية الوطنية وغيرها من المؤسسات المعنية بهدف تعزيز البنيات التحتية والرفع من مستوى التكوين. وفي هذا السياق، تعتزم الوزارة أيضا تنشيط رياضات الأحياء وفي العالم القروي ، مذكرا في هذا السياق بأن الوزارة أطلقت في شهر رمضان الماضي دوري أبطال الأحياء الذي يهدف إلى اكتشاف المواهب، على أن يتحول ، قريبا، إلى دوري وطني. وأكد الوزير في هذا الإطار، على العودة إلى الشرعية في أزيد من 90 بالمائة من الجامعات الرياضية ، التي أصبحت تعقد جموعها العامة بطريقة منتظمة.