خلص مقال نشرته جريدة العلم، لسان حزب الاستقلال، إلى ان أن السياسة المغربية تعيش مرحلة التيه وفقدان البوصلة في انتظار ما ستؤول إليه الأمور في القادم من الأسابيع. ذات الجريدة قالت، استنادا إلى تدخلات الفريق الفيدرالي بمجلس المستشارين، ان استراتيجة بنكيران وحزبه ستوصل المغرب إلى الجحيم، وإن كان رئيس الحكومة يريد أن يذهب بحزبه إلى الجحيم فليفعل ولا يحكم على المغاربة بذلك. ونظرا لما جاء في المقال من ملاحظات حول التدبير السياسي لحكومة بنكيران، نعيد نشره كاملا: في الوقت الذي تجد فيه مرافعات وزراء العدالة والتنمية التصفيق الحار من النواب المحسوبين على البي جي دي في الغرفة الأولى، لم تجد الانتقادات التي تلقاها رئيس الحكومة ومن خلاله قطاعات حكومية أخرى من يكبح صدى ملاحظات لاذعة أوصلت العدالة والتنمية إلى "الجحيم".فقد اعتبر الفريق الفدرالي في إحاطة بمجلس المستشارين، الثلاثاء الماضي، أن استراتيجية بنكيران ستوصل المغرب إلى الجحيم، وإن كان رئيس الحكومة يريد أن يذهب بحزبه إلى الجحيم فليفعل ولا يحكم على المغاربة بذلك، مضيفا أن حزب العدالة والتنمية ما فتئ يدعي بأنه يمتلك الحقيقة بمفرده، ويقصي الشركاء والفاعلين ولا يفتح الباب للمشاورات والمحاورات في القضايا التي تهم المجتمع. من جانبه انتقد فريق الأصالة والمعاصرة مرسوم إعادة انتشار الموظفين معتبرا أنه انبنى على رؤية ضيقة ولم يخضع للنقاش مع الفرقاء لذلك أحدث ردود أفعال سلبية لدى المعنيين بالأمر، كما نبهوا إلى التباطؤ في الإصلاحات في مجال النقل والتي كان قد استعرضها بنكيران خلال إحدى الجلسات الشهرية حيث قال المتدخل: "باقي ما شفنا والو". المفاجأة أتت من الحركيين الذين بدوا وكأنهم يتبرأون من حقيبة الشباب والرياضة حيث أورد عبد الحميد السعداوي في إحاطته أن الرياضة مثقلة بالفساد الذي يعيق إقلاعها فيما تتقاذف الجامعات الاتهامات والتهرب من المسؤولية ولا تحصد سوى النتائج المخيبة، ويبقى التلاعب بمشاعر المغاربة سيد الميدان. والمفارقة أن عبد الحميد السعداوي نفسه عاد من خلال سؤال شفوي ليستفسر محمد أوزين عن واقع الرياضة قائلا قد يتساءل الرأي العام عن جدوى إلقاء إحاطة وسؤال من نفس الفريق، كأنه انتبه إلى ازدواجية الخطاب والتي استشف منها المتتبع لا محالة التلميح بأن وزر الخيبات لا يقع على الحزب الذي يدبر القطاع، وهذا ما اتضح خلال ردود أوزين الذي ألقى اللائمة على الجامعات التي رفض معظمها التوقيع على دفاتر التحملات، فضلا عن تجديد الوزير بلسانه رفضه لتقديم أي وعود أو إنجازات لعدم التوفر على الرياضيين، وعدم امتلاك الوزارة سلطة على الجامعات التي يؤكد مسيروها أنهم متطوعون ومنتخبون. وفي ظل هذه المعطيات تبقى الحقيقة الأبرز بالنسبة للرأي العام أن السياسة المغربية تعيش مرحلة التيه وفقدان البوصلة في انتظار ما ستؤول إليه الأمور في القادم من الأسابيع.