في نتائج استطلاع أجراه موقع "دار الحياة" الإلكتروني، جاء فيه ان 65% من الرجال العرب يقرأون المجلات النسائية لمشاهدة الصور. وتقول نتائجه أيضاً إن 15 % منهم لا يقرأونها، و11 % يطالعونها لمتابعة قضايا المرأة واهتماماتها، و5 % لقلّة عدد المجلات الرجالية المماثلة، و4 % للاطّلاع على آخر الصيحات. قد لا تعبّر استطلاعات الرأي المغفلة ( أي من دون تصريح بأسماء المستطلَعين ) عن النظرة إلى مدى ارتباط موضوع الاستطلاع بالواقع . إلاّ أن موضوع قراءة الرجال العرب المجلات النسائية تبدو نتيجته بديهية (65 % لمشاهدة الصور). ذلك أن من طبيعة المجلة، أي مجلة، أن تجتذب القارئ بالصورة. ومع ذلك، تدعو هذه النتيجة إلى الاستغراب قليلاً، لأنها تنمّ عن رغبة لدى الرجال في "التلصص" على النساء وأمورهن وأشيائهن ، في عصر الصورة "الحاضرة" في كل مكان، التلفزيون والإنترنت وحتى في لوحات الإعلان على الطرقات. أسئلة أخرى تطرح نفسها: "هل المجلة النسائية مرغوبة لديهم لأنها سهلة الحمل إلى أماكن بعيدة ، على عكس الأجهزة ؟ أو، "هل الرغبة تنبع من قلّة المجلات الرجالية؟" أو، "هل الرغبة نفسها تعتري الرجال في الغرب؟". سبب آخر للاستغراب يأتي من أن 11 % فقط يطالعونها لمتابعة قضايا المرأة واهتماماتها. فهل مردّ هذه النتيجة إلى أن المجلات النسائية لا تهتمّ (كما يجب) بقضايا المرأة وتطرحها "سواسية" مع أمور أخرى تُعتبر ثانوية، مثل الماكياج والأزياء والأكل؟ ويبقى التشكيك المشروع بأن 15 % من الرجال لا يقرأون المجلات النسائية. فهل هم لا يقرأونها قطعاً أم يفعلون ذلك في الخفاء؟ ومثلما موضوع الاستطلاع أعلاه طُرح من زاوية الرجال، كذلك يمكن طرحه من زاوية النساء، وفي شكل أكثر مباشرة وصراحة. وبالتالي، "لماذا تقرأ النساء العربيات مجلات نسائية عربية؟" تساؤل ورد في مقال بعنوان "مجلة نسائية... ولكن! . وجاء الجواب بسيطاً، للوهلة الأولى: "لأنها موجودة في الأسواق". ولماذا تختلف المجلات النسائية العربية عن مثيلاتها الغربية؟ هنا، الجواب معقد ومتشعب، ولكن لا ضرر في المحاولة. المرأة الغربية غير العربية، وحاجاتها تختلف، وبيئتها كذلك. والمسموح به على الصعيد الاجتماعي والخاص في الغرب هو غيره في الشرق. ربما سهلت هذه الإجابة بتجاوز ما حققت المرأة الغربية بالتالي الصحافة المعنية بها، والاكتفاء بمحاولة كشف حدود المجلات العربية وضوابط نشرها. ويتابع المقال أن المجلات العربية غير قادرة على التماهي مع مطبوعات الغرب. فهذه المجلات ابنة بيئتها، وحريصة على مراعاة قيم قارئاتها وتقاليدهن. ويستحيل على سيدة عربية ان تدخل متأبطة مجلة على النمط الغربي، على رغم أن الاستثناءات موجودة. "تصوّر، على طاولة بيت عربي، غلاف مجلة تتوسطه امرأة شبه عارية كتب عليه بأحرف بارزة: "خمسون نصيحة لمغازلة الرجال المتزوجين" او "اسرع طريقة لخطف قلب صديق صديقتك". وعلى رغم الضوابط الاجتماعية والتربوية، قفزت المنشورات النسائية العربية قفزة واسعة الى المزيد من الانفتاح"، كما ورد في المقال. بيد أن ما كان ممنوعاً قبل أعوام اصبح "مسموحاً به" اليوم (إلى حد ما؟!). ولا يعود السبب في ذلك إلى تحسن نوعية الطباعة أو المحررين، بل إلى ثورة في الاتصالات وفّرتها الفضائيات العربية والإنترنت، فمحتوى الوسائل الجديدة انعكس على عالم المطبوعات. وأخيراً، هل ينعكس انتشار المجلات النسائية العربية ورواجها على رفع حاجة الرجال إلى مزيد من المجلات المتخصصة بشؤونهم، على غرارهن. أم ترى، سيأتي يوم لا يعود ثمة سبب للتفريق بينها وبينه، وبين أشيائها وأشيائه، "فيتوحّدان" في مجلة واحدة؟