تخشى إسبانيا من زيادة نفوذ الحركات الإسلامية بسبتة ومليلية وعلى رأسها جماعة العدل والإحسان وجماعة الدعوة والتبليغ، وحذرت تقارير نشرتها صحف محلية بالمدينتين المحتلتين مما اسمته توسع هذه الحركات والتنسيق فيما بينها، وأكدت على ضرورة وجوب التصدي لما أسمته بالتشدد الإسلامي بالمدينة عكس الإسلام المعتدل الذي لا يشكل خطرا على إسبانيا . وارتباطا بموضوع الحركات الإسلامية رفض قضاء مدريد أول أمس منح الجنسية لعضو من حركة الدعوة والتبليغ الذي يقيم في إسبانيا منذ عشر سنوات،واعتبرت بعض الحركات الإسلامية بإسبانيا أن هذا الحكم القضائي بمثابة رسالة موجهة إلى عناصر الحركات الإسلامية بإسبانيا مفادها عدم أحقيتهم في التجنس بإسبانيا. وفي موضوع آخر اتهم بعض المتشديين الإسبان بالمدينتين المحتلتين المساجد بجلب المتسولين بحكم قيام مجموعة من المهاجرين الأفارقة على الخصوص بالتسول أمام أبواب مساجد المدينتين ،ويرى بعض المتتبعين أن هذا الاتهام يدخل في إطار المضايقات التي أصبحت يواجهها المسلمون بإسبانيا في ممارسة شعائرهم الدينية . يذكر انه يبلغ عدد الجمعيات الإسلامية المسجلة في سجل الهيئات الدينية لدى وزارة العدل الإسبانية أواخر عقد السبعينيات من القرن الماضي، حيث فاق 40 جمعية. بالاظافة الى هذه الجمعيات الاسلامية توجد مجموعة من الحركات والجماعات الاسلامية وعللى رأسها جماعة العدل والاحسان وحركة الدعوة والتبليغ . ووفق بعض التقارير الاعلامية ظهرت أولى التنظيمات الإسلامية في المجال السياسي الإسباني بعد صدور قانون 1967، الذي يعد أول قانون سمح للمسلمين بتأسيس الجمعيات، حيث ظهرت أول جمعية إسلامية محلية في السنة الموالية لصدور هذا القانون(1968) في مدينة مليلية المغربية المحتلة، ثم تأسست بعد ثلاث سنوات من هذا التاريخ (1971) "الجمعية الإسلامية" في العاصمة مدريد. وتفيد بعض الإحصائيات الإسبانية التي كان قد أعدها معهد صناديق التوفير في إسبانيا أن عدد المسلمين في إسبانيا الذين يواظبون على أداء الشعائر الدينية سجل ارتفاعا ملحوظا عن السنوات الماضية ليصل إلى 57%. كما أشارت في الوقت نفسه إلى أن أكثر من 70% من مسلمي إسبانيا لا يصلون في المساجد بسبب قلة عددها،وتقدر عدد المساجد في إسبانيا بنحو 600 مسجد تتراوح بين مساجد كبيرة ومصليات صغيرة وأوضحت نفس الإحصائيات أن نسبة المسلمين في العاصمة الإسبانية مدريد الذين قالوا : إن معتقداتهم الدينية راسخة جدا، بلغت حوالي 36 %.