قد تبدو فكرة أسطورية تصلح لأحد أفلام الخيال العلمي، لكن هناك بالفعل كائن حقيقي اكتشف العلماء أنه لا يموت، واسمه Turritopsis nutricula، أو ما يطلق عليه "تيولا". وقد حذر العلماء من غزو صامت لهذا الكائن الذي بدأ يتكاثر بصورة مخيفة في بعض المناطق، والمشكلة أنه يتغذى على بيض الأسماك، ما قد يؤثر بشدة على الثروة السمكية في العالم مستقبلاً. ولكن كيف ستكون الحال مع كائن يتكاثر ولا يموت بصورة طبيعية؟! للإجابة عن هذا السؤال يجب أولاً فهم دورة حياة قناديل البحر التي نعرفها (تلك التي تخيفنا بلسعاتها على شاطئ البحر)، حيث يمر أي قنديل بحر بمرحلتين من النمو: مرحلة عدم النضج أو ما يسمى بطور البولب، حين يكون قنديل البحر كائناً بسيطاً للغاية. مرحلة البلوغ أو النضج حين يستطيع هذا القنديل التكاثر وإنتاج قناديل بحر أخرى. وإذا كان من الطبيعي أن يمر أي قنديل بحر بمرحلة عدم النضج ثم النضج ثم الموت، فإن تيولا يستطيع أن يمر بهذه المرحلة بالعكس. بمعنى أنه مجرد أن يصل لمرحلة البلوغ يستطيع العودة لمرحلة عدم النضج مرة أخرى، ثم النضج ثم عدم النضج وهكذا. لذا لا يصل لمرحلة الشيخوخة أبداً، وبالتالي لا يموت بصورة طبيعية! أما عن سبب هذه القدرة المدهشة فهو، وفقاً لما أشارت إليه صحيفة "الأنباء" الكويتية، عملية بيولوجية تسمى Transdifferentiation، وتعني قدرة الكائن الحي على تجديد خلايا جسمه مثل السلمندر حين تنمو أجزاء جسمه المقطوعة مجدداً، لكن كائننا العجيب الذي نتحدث عنه اليوم يستطيع تجديد جسمه بأكمله. ويتكون 95% من جسم تيولا (مثل أي قنديل بحر) من الماء، وليس له دماغ ولا نظام هضمي. ويتراوح حجمه ما بين 4-5 ملم.