حرص الملك محمد السادس. في الخطاب الذي وجهه . الاثنين. إلى الأمة بمناسبة ذكرى ثورة الملك الشعب. على مخاطبة الشباب المغربي من خلال الربط بين هذه الذكرى المجيدة التي جسدت أروع صور التلاحم بين العرش والشعب في تاريخ المغرب الحديث. وبين ذكرى عيد الشباب المغربي. الذي هو مناسبة وطنية متميزة. ليؤكد جلالته على "عمق العلاقة الوطيدة بين إنجازات المغرب الكبرى. وبين القوى الحية للأمة. وفي طليعتها الشباب". فقد شدد الخطاب الملكي .الذي يعتبر بحق ثورة لملك شاب وشباب مغربي طموح . على هذا الترابط إيمانا من جلالته بأن ملحمة ثورة الملك والشعب هي ذكرى ومناسبة لاستلهام قيم البطولة والفداء. والتضحية والوفاء. في سبيل حرية المغرب ووحدته وسيادته. وإبراز الدور الواعد للشباب المغربي. في بناء مستقبل يليق بأمجاد هذا الماضي وعظمته. وفي هذا الصدد أكد الملك أن الأوراش الكبرى التي أطلقها جلالته لاستكمال بناء نموذج المجتمع المغربي المتميز. "لا يمكن أن تحقق أهدافها إلا بسواعد الشباب المغربي وإبداعاته. واستثمار طاقاته". على اعتبار أن الشباب يشكل الثروة الحقيقية للوطن. بالنظر لدوره الفاعل في سياق التطور الاجتماعي. ولكونه يتمتع بكامل المواطنة. بما تعنيه من حقوق وواجبات. ومن انخراط إيجابي في التحولات التي يعرفها المجتمع. وذلك في تشبث بثوابت الهوية الوطنية. وانفتاح على القيم الكونية. وجدد الملك. بهذه المناسبة. التأكيد على حرصه الدائم على الإصغاء إلى الانشغالات الخاصة للشباب. والتجاوب مع تطلعاته. أينما كان. ومهما كانت انتماءاته. على اعتبار أن تحديات الحاضر وآفاق المستقبل يقتضيان وضع الاستراتيجيات الكفيلة بإعداد هذا الشباب. مشددا. في هذا السياق. على أهمية المنظومة التربوية. ومدى قدرتها على تكوين الأجيال الصاعدة. وإعدادها للاندماج الكامل في المسار التنموي الديمقراطي للمجتمع. ولذلك. أكد الملك ضرورة الانكباب الجاد على هذه المنظومة. التي وضعها في صدارة الأسبقيات الوطنية والتي ينبغي أن تضمن في نفس الوقت حق الولوج العادل والمنصف. القائم على المساواة. إلى المدرسة والجامعة لكافة أبناء المغاربة. و الحق في الاستفادة من تعليم موفور الجدوى والجاذبية. وملائم للحياة التي تنتظرهم. ويجب أن تهدف هذه المنظومة التربوية - يقول الملك - إلى "تمكين الشباب من تطوير ملكاتهم. واستثمار طاقاتهم الإبداعية. وتنمية شخصيتهم للنهوض بواجبات المواطنة. في مناخ من الكرامة وتكافؤ الفرص. والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية". ولهذا الغرض. حث على تفعيل ما تمت التوصية به خلال السنوات الأخيرة. وتجسيد ما توخاه الدستور الجديد بخصوص التعليم العصري والجيد. داعيا . في هذا الصدد. إلى "إعادة النظر في مقاربتنا. وفي الطرق المتبعة في المدرسة". للانتقال من منطق تربوي يرتكز على المدرس وأدائه. إلى منطق آخر يقوم على تفاعل هؤلاء المتعلمين. وتنمية قدراتهم الذاتية. وإتاحة الفرص أمامهم في الإبداع والابتكار. وتمكينهم من اكتساب المهارات. والتشبع بقواعد التعايش مع الآخرين. في التزام بقيم الحرية والمساواة. واحترام التنوع والاختلاف.و م ع