يستعد ملايين المغاربة بعد يومين أو ثلاثة لصلاة عيد الفطر بمختلف ربوع الوطن، وتتضافر الجهود لتهييئ المصليات لهذه مناسبة الدينية وإحدى شعائر الإسلام. وتتوفر المملكة المغربية على 8253 مصلى بمختلف الجهات، حسب معطيات حصلت عليها «التجديد» من مديرية المساجد بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مقابل 50 ألف مسجد مدون بالسجل الوطني، منها 18700 مسجد جامع تقام في بعضها صلاة العيدين حسب ما جرى به العمل في كل عمالة أو إقليم. ويجسد يوم العيد كل سنة، مشهدا رهيبا يحيي في نفوس المصلين قيم الأخوة والتضامن من خلال مشاهد التآزر والتآخي، مشاهد لا تخلوا كل سنة من اختلالات، منها ضعف الوسائل التقنية واللوجيستيكية بالمصليات ، وعدم قدرة عدد منها على استيعاب عشرات الآلاف من المصلين، وكذا مشاكل مرتبطة بحالة الفوضى التي تشهدها جنبات المصليات نتيجة اكتظاظ السيارات، وغياب تنظيم المصلين . بينما لا تتوفر عدد من المدن المغربية على مصليات، ويضطر سكانها إلى الصلاة بالمساجد رغم عدم وجود الأعذار الفقهية المبيحة لذلك. واقترنت صلاة العيد في السنوات الأخيرة باحتجاج المواطنين على ضعف التجهيزات الصوتية وحرمانهم من الاستماع إلى خطبتي العيد، حيث تميزت صلاة العيد بفاس -على سبيل المثال- لسنتين متتاليتين باحتجاجات المصلين، ورفعت الشعارات أثناء إلقاء خطبة العيد، ويحتج المصلون أيضا لانعدام شروط النظافة في بعض الحالات، إذ تنتشر الروائح الكريهة بجنبات المصلى نتيجة الإهمال. وهي المشاكل التي شهدتها أيضا مدن الناظور والدار البيضاء ومراكش.. بالمقابل، تقول مديرية المساجد بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن الوزارة تسهر على العناية بالمصليات من «حيث النظافة وإمدادها بالفرش والصوتيات وجميع المستلزمات الأخرى»، وبخصوص موضوع الاكتظاظ بالمصليات وعدم قدرتها على استيعاب كل المصلين، يقول عبد العزيز درويش، مدير المساجد بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، «المصليات هي فضاءات مفتوحة لا يطرح فيها هذا المشكل»، وأضاف درويش قائلا في تصريحه ل»التجديد»، «كل ما في الأمر أن التوسع العمراني الذي تعرفه بعض المدن يجعل الأحياء السكنية الجديدة بعيدة عن مصلى المدينة، وفي هذه الحالات تلجا الوزارة إلى فتح مصليات جديدة لتلبية حاجيات الساكنة». وجوابا على سؤال ل»التجديد»، حول الوسائل التقنية واللوجيستيكية وعجزها عن تمكين كافة المصلين من الاستماع لخطبة العيد، قال مدير المساجد بوزارة الأوقاف، «نسجل في بعض الأحيان وهي نادرة بعض الأعطاب في التجهيزات الصوتية، وتبقى نادرة جدا مقارنة مع عدد المصليات والمساجد التي تقام فيها صلاة العيد»، يقول المتحدث.