لا تستبعد مصادر من منظمة الأممالمتحدة قيام الأمين العام لهذه المنظمة، بان كي مون الإشراف الشخصي على المفاوضات المقبلة بين المغرب والبوليزاريو، وذلك في وقت يستمر اعتراض المغرب على المبعوث الخاص بالنزاع كريستوفر روس، وإذا حدث ذلك فسيكون منعطفا في تاريخ النزاع. وفي موضوع ذي صلة، يستمر الجدل بين اسبانيا وجبهة البوليزاريو حول قضية سحب المتعاونين الإنسانيين. ويوجد ملف نزاع الصحراء المغربية في نقطة حساسة للغاية بين رفض المغرب استمرار المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، الأمريكي كريستوفر روس بتهمة الانحياز للجزائر والبوليزاريو وبين تهديد البوليزاريو باستئناف الحرب في الصحراء إذا لم يتم تقديم أي مبادرة لفك حالة الجمود الحالية. وكان وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني قد عالج في نهاية الأسبوع الماضي لجنة الخارجية والدفاع في البرلمان تطورات الصحراء، واعترف أن واشنطن انتقدت قرار المغرب برفض كريستوفر روس. . وأمام موقف المغرب لروس، وصعوبة إيجاد شخصية دولية ذات وزن لتولي ملف الصحراء بدل روس علاوة على تلويح البوليزاريو بالحرب، تؤكد مصادر تابعة للأمم المتحدة أن هناك احتمال آخذ في التبلور بأن يشرف الأمين العام بان كيمون شخصيا على هذا الملف، أي ترأسه المفاوضات بين المغرب والبوليزاريو خلال اليوم الأول من بدءها ويكلف أحد الموظفين السامين في المنظمة بالاستمرار في تسيير المباحثات. وحدث وأن تولى الأمين العام للأمم المتحدة رئاسة مفاوضات بعض الملفات الحساسة التي كادت في وقت معين أن تخرج من السيطرة السياسية. وتؤكد هذه المصادر أن الأممالمتحدة يقلقها الوضع الحالي وتخاف من أن يتطور إلى الأسوأ خاصة في ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة في منطقة الصحراء الكبرى، وفي الوقت نفسه تريد أن تعطي انطباعا بأنها لن تتخلى عن الملف، وإذا حدث وتولى بان كيمون الملف، فوقتها سيكون الطرفان المعنيان مجبران على التقدم في البحث عن الحل. في غضون ذلك، يترتب جدل سياسي ودبلوماسي عن قرار اسبانيا سحب المتعاونين في المجال الإنساني من مخيمات تندوف، فوزير الخارجية مانويل غارسيا مارغايو يؤكد أن بلاده تتوفر على معطيات دقيقة كانت تشير الى وقوع عملية اختطاف وشيكة لمواطنين إسبان وأوروبيين على شاكلة ما جرى في الماضي، ولهذا جرى اتخاذ هذا القرار يوم السبت الماضي. وكانت المفاجأة أول أمس الاثنين مع إعلان تنسيقية الجمعيات المتضامنة مع البوليزاريو إرسال 20 عضوا من الجمعيات الإنسانية الى مخيمات تندوف، متحديين بذلك الحكومة. وقال رئيس تنسيقة الجمعيات المذكورة خوسي تابوادا أول أمس أن 'إرسال 20 متعاونا الأسبوع المقبل الى مخيمات تندوف للتأكيد أن المخيمات لا تعاني من غياب الأمن'. وفي نقطة أخرى بهذا الموضوع، طالبت ممثلية البوليزاريو في اسبانيا حكومة مدريد بتحديد مصادر الخطر في مخيمات تندوف، واعتبرت قرار الوزير بمثابة إساءة الى صورة مخيمات تندوف أمام الرأي العام الدولي سياسيا وإنسانيا"القدس العربي"