ذكر بلاغ للمكتب الإعلامي التابع للأمين العام الأممي بان كيمون ، أن مبعوثه الشخصي إلى الصحراء كريستوفر روس لن يقوم بزيارة إلى المنطقة كما سبق وأن أعلن ذلك . وكان روس قد أعلن في مارس الماضي عقب جولة من المباحثات غير المباشرة بين المغرب والبوليزايو عن زيارة إلى المنطقة في شهر ماي الجاري. ويبدو أن إعلان المغرب رسميا سحب ثقته من المبعوث الشخصي دفع به إلى إلغاء زيارته إلى المنطقة في انتظار التطورات المقبلة ، حيث أنه أصبح من غير المنطقي أن يتباحث مع طرف واحد مادام الطرف الآخر المعني سحب منه تقثه. وبرأي عدد من المتتبعين, فإن استمرار روس في تولي هذه المهمة أصبح مستبعدا ، رغم بلاغ الأمين العام بان كيمون الذي جدد ثقته في مبعوثه الشخصي ، وهو الموقف الذي تبنته بدورها الجزائر والبوليساريو. وقد ظهر التناقض جليا في مواقف بان كيمون ، الجزائر والبوليزاريو من روس ، رغم خروجه عن مبدأ الحياد الذي يفرضه عليه منصبه ، فقد سبق للجزائر والبوليزاريو أن تباكتا عما اسمتاه سابقا « انحياز» المبعوث الشخصي السابق إلى الصحراء ، بيتر فان فالسوم لمواقف المغرب ، لا لشئ سوى لأنه أقر بحقيقة اقتنع بها جزء كبير من المنتظم الدولي وهي أن « استقلال الصحراء» حل غير واقعي لهذا النزاع المفتعل ، وهو ما جعل الجزائر تشن حملة على فالسوم دفعت بالأمين العام الأممي إلى استبداله بكريستوفر روس. وحسب مصادر عليمة, فإن الرباط تنتظر ، بالطرق الدبلوماسية وبعيدا عن الضجيج الإعلامي ، ردا واضحا من الأمين العام الأممي ، بعد أن أصبح من المؤكد أنها لن تقبل العمل مع روس ، وهو ما أصبح يفترض إيجاد مخرج لهذا الخلاف وتعيين مبعوث شخصي آخر ، يتسم بالحياد والموضوعية ويمتلك مقاربة جديدة لإيجاد حل سياسي توافقي للنزاع وفق مقررات مجلس الأمن ذات الصلة. ومعلوم أن روس عين مبعوثا شخصيا في يناير 2009 ، ولم يجد غداة تعيينه اعتراضا من المغرب ، رغم أنه سبق أن شغل منصب سفير لبلاده ، الولاياتالمتحدة ، في الجزائر ، ورغم أن حياديته كانت موضع تساؤل. وقد قدم روس غداة تعيينه مقاربة جديدة للنزاع ، تقوم على أساس عقد سلسلة من المباحثات غير الرسمية بين المغرب والبوليساريو ،بمشاركة الجزائر وموريتانيا، في أفق التحضير لجولة خامسة من مفاوضات مانهاست ، غير أن 9 من الجولات هذه لم تؤد إلى أية نتيجة .