وضع سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، نظيره في الخارجية الإسبانية في حرج حقيقي عندما طالبه بفتح حوار بخصوص مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين،نافيا أن يكون قد طرأ أي تغيير على الموقف المغربي المؤكد على مغربية المدينتين، في الوقت الذي التزم المسؤول الإسباني الصمت ولم يعقب على كلام العثماني بخصوص هذه القضية رغم أن الإسبان يعتبرون سبتة ومليلية «مدينتين إسبانيتين». ووصف العثماني، في ندوة صحفية عقدها أمس مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل غارثيا مارغايو، أول أمس في الرباط، العلاقات بين المغرب وإسبانيا ب»الممتازة والجيدة»، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي. وقال العثماني إن هذه العلاقات أصبحت ممتازة بعد تعيين الحكومتين الجديدتين في كل من المغرب وإسبانيا.
وانتزع العثماني وعدا من نظيره الإسباني بمعاملة الطلبة بالجامعات الإسبانية بالطريقة نفسها التي يعامل بها الطلبة الإسبان، خصوصا في واجبات التسجيل، وقال إن الكثير من الجامعات الإسبانية أكدت أنها ستعامل طلبتها المغاربة مثل الإسبان.
وأضاف العثماني أن المشاورات مستمرة مع الحكومة الإسبانية للتوصل إلى حل نهائي لمشكلة الزيادة في واجبات التسجيل على ضوء الأزمة المالية التي تعاني منها إسبانيا حاليا.
وبخصوص قضية الموقف الإسباني من قضية الصحراء المغربية، قال وزير الخارجية الإسباني إن بلاده تدعم إيفاد ممثل للأمم المتحدة إلى المنطقة يركز على القضايا الجوهرية، في إشارة إلى قرار المغرب سحب الثقة من كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، بعد اتهامه من لدن المغرب بالانحياز وعدم تكريس جولات المشاورات لمناقشة القضايا محط الخلاف الرئيسية بين الأطراف المتفاوضة.
وجدد غارثيا مارغايو دعم بلاده لمسلسل المفاوضات تحت إشراف الأممالمتحدة للتوصل إلى حل سلمي ونهائي لهذا النزاع.
وتم الإعلان في الندوة ذاتها عن عقد قمة مغربية إسبانية بالمغرب في 12 شتنبر المقبل من أجل تطوير التعاون بين البلدين في مختلف القطاعات.كما تم التأكيد على أن لقاء عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، بنظيره الإسباني ماريانو راخوي في شتنبر المقبل سيعمل على ضبط مجالات التعاون.
من جهته، اعتبر غارثيا مارغايو أن المغرب أكثر دول شمال إفريقيا استقرارا، وطالب باقي دول المنطقة بالاقتداء بالنموذج المغربي في التحول الديمقراطي، وجدد التزام الاتحاد الأوربي بدعم هذا التحول.
وتعرف العلاقات الإسبانية في الآونة الأخيرة انتعاشة ملحوظة، خاصة بعد الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسباني ماريانو راخوي إلى المغرب، والزيارة المماثلة التي قام بها نظيره المغربي عبد الإله بنكيران لإسبانيا في 18 ماي الماضي