يتشاجر الزوجان أحيانا بسبب أمور تافهة لا تستحق الشجار، على سبيل المثال بسبب عدم لمعان مرآة الحمام أو التنقل بين قنوات التلفاز لمشاهدة مباريات كرة القدم أو المسلسلات. وتقول عالمة النفس الألمانية فليسيتاس هاينه بمدينة هيركسهايم "في الغالب لا يكون السبب الذي أدى إلى وقوع الشجار هو السبب الحقيقي، وإنما سبب ظاهري يختبئ وراءه شيء آخر، كفقدان أحد الزوجين الثقة في شريك الحياة أو شكوى أحد الزوجين من قلة الوقت الذي يقضيانه سوياً". وإذا انتاب أحد الزوجين إحساس بأن الشريك يفتعل المشاكل لأتفه الأسباب، تنصحه هاينه بأن يواجه شريك الحياة بهذا الأمر ويطرحه للنقاش بكل صراحة ووضوح، وتقول هاينه "حاول الارتقاء إلى مستوى أعلى من مستوى المشكلة لتضع يدك على السبب الحقيقي وراء الشجار". وأوضحت هاينه كيفية القيام بذلك بالقول "اطرح على شريك الحياة السؤال التالي: لماذا يسبب لك هذا الأمر كل هذا الضيق؟", وعندما يبدأ شريك الحياة في توجيه الاتهامات تنصحه هاينه حينئذ بملاحقته من خلال طرح السؤال التالي عليه :"لماذا تعتقد ذلك؟". وأشارت عالمة النفس الألمانية إلى أنه ربما لا ينجح الأزواج في معرفة السبب الحقيقي للشجار من المحاولة الأولى. وعن التصرف السليم في هذه الحالة، تقول هاينه "ينبغي على الأزواج ألا يستسلموا لليأس والإحباط، وإنما مواصلة السعي لسبر أغوار شريك الحياة ومعرفة السبب الحقيقي وراء افتعاله للمشاكل على أتفه الأسباب في المرة التالية".