قال المفكر والكاتب المغربي حسن أوريد، صديق دراسة الملك محمد السادس ومؤرخ المملكة السابق، إنه يشعر بالمرارة لما يحدث للكاتب والصحافي رشيد نيني مدير نشر يومية 'المساء' المعتقل منذ نيسان (ابريل) 2011 ويمضي عقوبة سجن لمدة سنة على خلفية مقالات كتبها حول فساد شخصيات ومؤسسات رسمية. وقال اوريد في محاضرة القاها اول امس الثلاثاء في المعهد العالي للصحافة والإعلام الخاص أن نيني أساء له ولعائلته وإنه اضطر قبل اعتقال نيني الى اللجوء للصحافة ليدافع عن نفسه الا انه لا يقبل اعتقال نيني المتوقع الافراج عنه نهاية الشهر الجاري. وأوضح اوريد 'علاقتي مع رشيد نيني فيها جرح، وهذا الجرح لم يمسني أنا فقط بل وصل إلى أسرتي، لهذا كان لزاما علي أن أدافع عن أبنائي وزوجي' لكن 'لا علاقة لي بسجن نيني... لأني لا أستطيع أن أزج بشخص ما في السجن، خاصة اني حاملا للقلم'. وقال حسن أوريد حول علاقته بزميل دراسته فؤاد عالي الهمة احد ابرز مستشاري الملك ومؤسس حزب الاصالة والمعاصرة أن من الطبيعي أن يعيش الإنسان مع شخص ما دون أن يكون هناك حوار بينهما، لأن 'لكل شخص رؤاه وتصوراته، التي ليست بالضرورة ضد أو مع شخص معين، وإنما تجاه خيارات معينة'. وأوضح أوريد، أن المنطق الذي تبناه علنا في إحدى المحاضرات العلمية ما زال قائما، حيث اعتبر سابقا أن 'بنية الدولة كانت تشتغل وفق ما أسميته بأحزاب كواكب 'ساتيلايت' وهذه البنية تتكرر دوما وتستعمل ما أسميته بالحزب الرديف'. وأكد أوريد، أن هذا التحليل أو الخيار الذي يتبناه، كان في جزء كبير منه سببا في تعطيل دينامية المجتمع، أو بتعبير آخر 'لا يمكن ولا ينبغي لأي شخص مهما كان، أو أي حزب كيفما كان أن يعين نفسه وصيا على المجتمع'. وتجنب أوريد الرد المباشر عن علاقته بالملك محمد السادس أو بالقصر الملكي، معتبرا أنه يمكن أن تكون لرجل دولة جرأة ما للحديث، لكنها تبقى مرهونة بعدم الخروج عن الإطار المسموح به، مضيفا 'أتمنى أن تكون تصرفاتي وأقوالي مراعية لأخلاقيات الدولة، خاصة أني أراعي أن أتكلم عن ما هو ملك لي، أما ما هو ملك للدولة فيبقى ملكا لها، حتى أسرارها وأحداثها البسيطة أيضا' وقال 'يمكن أن أستفيد من تجاربي مع الدولة للتفكير في عدد من القضايا، لا أن أجعلها ملكا مشاعا وهي ليست ملكا لي'. اعتبر حسن أوريد بالنسبة الوضع السياسي الحالي في المغرب أن 'أحسن سيناريو هو الذي عشناه' مضيفا أنه لا يملك قراءة معينة لتطور الأوضاع أو لكيفية التعامل معها مستقبلا، إلا أنه يرى بأن 'تكون هناك انتخابات، وأن تكون هناك حكومة ناتجة عن صناديق الاقتراع، هذا بحد ذاته أمر إيجابي، بغض النظر عن تلوينة الحزب الفائز'. ورأى اوريد في حركة عشرين فبراير التي قادت المطالبة بالاصلاح الدستوري والسياسي بالبلاد أنه للمرة الأولى يرى التلاحم بين أطياف مغربية مختلفة، الشمالي منها والأمازيغي والصحراوي في مسيرة واحدة تطالب بذات المطالب. وشبه أوريد حركة عشرين فبراير، بالحركة الوطنية التي 'بعثتت أسئلة ملحة وحارقة، كان الجميع يطرحها في الخفاء، كانت تحيي وتبعث مثل الحركة الوطنية التي حركت كل الشعب المغربي بكل أطيافه في مرحلة حاسمة في تاريخ المغرب"القدس العربي"