اعترف مؤتمر "أصدقاء سوريا" الثاني المنعقد بإسطنبول اليوم الأحد بالمجلس الوطني السوري "ممثلا شرعيا" للسوريين ومظلة جامعة لقوى المعارضة، كما دعا البيان الختامي للمؤتمر إلى "دعم كامل" لخطة الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي أنان، مع "تحديد مدة زمنية لتطبيقها". وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن المجتمع الدولي لن يسمح للرئيس السوري بشار الأسد بأن "يسيء استغلال فرصة أخرى"، مؤكدا أن المساعي الحالية لإنهاء الصراع هناك تمثل الفرصة الأخيرة بالنسبة له.
وأضاف متحدثا بعد اجتماع "أصدقاء سوريا" في إسطنبول خلال مؤتمر صحفي أن المجتمع الدولي كان متباطئا بشدة في مواجهة صراع البوسنة في التسعينيات، ويجب أن يتصرف الآن بشكل حاسم ودون تأخير.
وقال أوغلو إن المجلس الوطني السوري هو الممثل الشرعي للشعب السوري، وأضاف "نحن ندعم الميثاق الوطني الذي أعلنه المجلس الوطني السوري".
وأوضح الوزير بأنه تم الاستماع في المؤتمر إلى شهادات محلية من حمص وحلب عن ما يجري على أرض الواقع في سوريا، مؤكدا على الدعم الكامل لمهمة كوفي أنان بشرط أن يكون لها أجل محدد. مؤتمر "أصدقاء سوريا" الثاني شاركت فيه أكثر من سبعين دولة (الجزيرة)
إجراءات إضافية من جهة ثانية، ذكرت مصادر من المؤتمر أن دول مجلس التعاون الخليجي مستعدة لتقديم ملايين الدولارات إلى المجلس الوطني السوري المعارض لدفع رواتب جنود انشقوا عن الجيش السوري للانضمام إلى الجيش السوري الحر المعارض.
كما نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي غربي مشارك في المؤتمر قوله إن اجتماع "أصدقاء سوريا" الذي يضم أكثر من سبعين دولة سيعمل على الاتفاق على إجراءات إضافية لحماية الشعب السوري.
وأوضح الدبلوماسي أن الإعلان الختامي ينص على أن يتخذ أصدقاء سوريا إجراءات إضافية لحماية المدنيين، ويعترف بشرعية خطوات اتخذها الشعب السوري للدفاع عن نفسه ضد قوات الأسد.
من جانبه دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ -المشارك في مؤتمر أصدقاء سوريا- اليوم الحكومة السورية إلى تنفيذ خطة كوفي أنان على وجه السرعة.
انتقال للسلطة وقال هيغ في تصريح صحفي إنه في حال فشل نظام الأسد في مجاراة خطة أنان ولم يبدأ بتنفيذها على أرض الواقع، فسيكون عندها في وضع المتحدي ليس فقط لما قلناه، بل لما دعمته روسيا والصين أيضاً، وعندها سيكون الوضع مختلفاً في مجلس الأمن.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي يريد أن يرى انتقالاً منظماً للسلطة في سوريا، مضيفا أنه يتم "العمل الآن على تنسيق عقوباتنا معاً وتوجيه رسالة واضحة بأنه لن تكون هناك فترة زمنية غير محددة لتنفيذ خطة أنان".
وقد بدأت في إسطنبول صباح اليوم أعمال مؤتمر أصدقاء سوريا بمشاركة ممثلين عن أكثر من سبعين دولة وبعض أطراف المعارضة السورية في الخارج، وسط مطالبات من المعارضة باعتراف دولي ودعم للثوار في مواجهة نظام الرئيس الأسد.
وفي كلمته الافتتاحية دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى رسالة واضحة للنظام السوري مؤداها أن "البقاء في الحكم غير ممكن ما دمت تظلم شعبك".
وطالب أردوغان بعمل موحد من قبل المجتمع الدولي لوقف المذابح في سوريا، وأضاف "علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي". وحث مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته في وقت تعرقل فيه روسيا والصين، العضوان الدائمان فيه، أي قرار ضد دمشق.
كما ألقى رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني كلمة اتهم فيها النظام السوري بشراء الوقت، وقال إن هذه الأساليب لن تنطلي على أحد.
وحذر من أن جهود الإغاثة الإنسانية لا تزال معطلة بسبب ممارسات النظام، وشدد على دعم خطة أنان، مع التأكيد على مبادرة الجامعة العربية وما تتضمنه من إرسال قوات عربية مشتركة وإنشاء مناطق آمنة وتوفير كافة أشكال الدعم والمساعدة للشعب السوري. المعارضة السورية من جهته انتقد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون ما سماه تردد المجتمع الدولي، وقال إن المحصلة الإجمالية للإطارين العربي والدولي لم تكن في مستوى تصعيد النظام، وقال إن الموقف الدولي شجع النظام على الإمعان في قتل الشعب والحديث عن انتصار مزعوم.
كما قال إنه ينبغي عدم تجاهل الدعم الذي يتلقاه النظام من جهات دولية وإقليمية. وتحدث غليون عن خطوات لتوحيد المعارضة السورية، وقال إن المجلس الوطني يعمل على تنظيم الجيش الحر وتوحيده لحماية المدنيين وحشد دعم المجتمع الدولي والحكومات الصديقة.
وأشار إلى لجنة تحضيرية للقاء تشاوري لتوسيع المجلس الوطني وإعادة هيكلته، مع إقرار وثيقة العهد الوطني التي تشكل ركيزة للدولة الوطنية المنشودة كدولة مدنية وديمقراطية وذات سيادة وتحترم حقوق الإنسان، مع دستور يرفض التمييز بين أي من مكونات الشعب السوري