حالة استنفار قصوى لمختلف المصالح التابعة للأجهزة الأمنية السرية بالمغرب , وأوامر صارمة من أجل تكثيف البحث عن مواطنين أجنبيين من أصل مغربي للاشتباه في وقوفهما وراء سرقة الهاتف المحمول للمستشار الملكي أندري أزولاي خلال مهرجان أندلسيات أطلسية بالصويرة الأخير. وكشفت مصادر مطلعة أن عملية البحث عن الأجنبيين والتي جندت لها مختلف الأجهزة الأمنية السرية، تجري تحت الإشراف الفعلي للمخابرات العسكرية المعروفة اختصارا ب«لادجيد». وحسب نفس المصادر، فإن حادث اختفاء هاتف أزولاي تزامن مع وجود «سائحين» أمريكيين أقاما لبضعة أيام بمنتجع الصويرة من أجل حضور أنشطة مهرجان «أندلسيات أطلسية» الذي احتضنته المدينة مؤخرا، مشيرا إلى أن هذا الحادث جعل الأجهزة الأمنية ترجح فرضية أن يكون هذان الأمريكيان وراء سرقة هاتف أزولاي. والأخطر في القضية، حسب المصادر، أن الهاتف المحمول لأزولاي لا يتضمن فقط الأرقام الهاتفية لكبار الشخصيات العالمية المؤثرة وإنما يتضمن أيضا أجندة مفصلة عن مجموعة من اللقاءات السرية المبرمجة من طرف أزولاي، إضافة إلى أرشيف من الرسائل الإلكترونية سواء تلك التي توصل بها أزولاي أو تلك التي أرسلها هو شخصيا. و«هي رسائل، يقول مصدرنا، تتضمن معلومات في غاية الحساسية والسرية». وتتخوف الأجهزة الأمنية السرية من أن يتم تحميل هذه البيانات والمعطيات المتضمنة في هاتف أزولاي في جهاز حاسوب قبل تشفيرها وإرسالها إلى المعنيين بها، فيما يقول مصدرنا إن اختفاء هاتف أزولاي خلق حالة استنفار قصوى على مستويات عليا نظرا لحساسية القضية وخوفا من تسرب المعلومات التي يتضمنها. والمثير في قضية هذين الأمريكيين (رجل وامرأة يبلغان من العمر على التوالي 38 سنة و34 سنة) المشتبه في كونهما يقفان وراء سرقة هاتف أزلاي أنهما يشتغلان ك«عميلان» سريين لمخابرات دولة أجنبية. ولم تستبعد ذات المصادر أن يكون العميلان الأمريكيين عملا في وقت سابق في معتقل «غوانتانامو» والقواعد العسكرية الأمريكية في نابولي بإيطاليا وقاعدة رامشتاين بألمانيا، فيما ذكرت مصادر متطابقة أن العميلان الأمريكيان قد يكونا غادرا التراب المغربي. في حين أكدت مصادر آخرى أن جهاز المخابرات المغربي برئاسة الحموشي لم يتحرك في هذه القضية بالسرعة اللازمة، خوفا من تسميم العلاقة مع أمريكا خاصة بعد الزيارة الأخيرة التي قامت بها هيلاري كلينتون للمغرب. فيما أرجح مصدر آخر أن عجز الحموشي عن الإحاطة بتفاصيل الحادث يعود بالأساس إلى الارتباك الحاصل في أداء جهاز المخابرات ككل بسبب التأخر أو العجز عن الحصول على المعلومة وتحليلها والقيام بما يلزم في حينه.