نفى مصدر جزائري وجود وساطة أمريكية لإعادة فتح الحدود البرية المغلقة مع المغرب منذ عام 1994 . ونقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية اليوم الثلاثاء 7 فبراير عن مصدر جزائري موثوق قوله ، إنه تقرر تأجيل زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للجزائر إلى بداية مارس المقبل ، وهي الزيارة التي ستشمل أيضا المغرب وتونس وليبيا ومصر . وأوضح أن لا صحة للأخبار التي تداولتها أوساط مغربية ، مفادها أن كلينتون ستزور المغرب أولا ثم الجزائر، وستقوم بوساطة بين البلدين ل" التعجيل بعودة الدفء إلى العلاقات الثنائية ، عبر تسريع فتح الحدود البرية ". وأكد المصدر أن " الجزائر ليست بحاجة إلى أي وساطة ، من أي جهة كانت مشددا على أن " العلاقات بين الجزائر والمغرب تبقى علاقات مفتوحة، والقنوات الدبلوماسية مفتوحة أيضا ". وقال "إن الجزائر ليست بحاجة إلى أي وساطة بين دولتين شقيقتين" ،لافتا إلى أن زيارة وزير الخارجية المغربي الجديد سعد الدين العثماني إلى الجزائر قبل أسبوعين " كانت واحدة من الاتصالات الرسمية والمفتوحة التي لا تقتضي التأويل والتحليل " . من جهة اخرى ، استبعد المصدر أي زيارة قريبة للملك محمد السادس إلى الجزائر أو زيارة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى المغرب ، معتبرا أن "المرحلة الحالية مخصصة بين البلدين لإعادة بناء العلاقات الثنائية وإبداء حسن النوايا والثقة". يشار إلى أن وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية تحدث قبل أسبوع حول أن إعادة فتح الحدود البرية مع المغرب محتملة جدا بالنظر إلى عودة الدفء إلى العلاقات بعد زيارة العثماني. وكانت الجزائر أغلقت حدودها مع المغرب العام 1994 بعد اتهام الحكومة المغربية المخابرات الجزائرية تنفيذ تفجير إرهابي استهدف فندقا في مدينة مراكش أدى إلى مقتل سائحين إسبانيين عام 1994، فرضت بعدها تأشيرة الدخول على الجزائريين ما دفع الجزائر إلى تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل وزادت عليه بغلق الحدود البرية. وقرر المغرب العام 2004 إلغاء التأشيرة على الجزائريين وقامت الجزائر بعد ذلك بإلغائها من جانبها، لكنها لا تزال ترفض فتح الحدود بعد دعوات متكررة من المغرب وربطت ذلك بحل كل القضايا الخلافية مع المغرب المرتبطة بالأمن والهجرة السرية والتهريب والمخدرات .