أصبحت مرافقة كلاب “الشيواوا” في الآونة الأخيرة تستهوي العديد من الفتيات اللواتي يعتبرن امتلاكها شكلا من أشكال الموضة للتباهي، ويدفعن مبلغا لا يقل عن 50 ألف دينار في سبيل ذلك. غير أن عدم تلقيحها المنتظم قد يتسبّب في حدوث أمراض خطيرة وفي مقدمتها مرض “دودة التينيا”. تعود تسمية كلاب “الشيواوا” التي تعد أصغر فصيلة من فصيلة الكلاب في العالم إلى ولاية شيواوا بالمكسيك، حيث كانت هذه الأخيرة تستخدم للتباهي والافتخار في الحفلات بالنسبة للمشاهير والأغنياء. وانتشرت مؤخرا رقعة بيعها عبر مواقع التسويق الإلكترونية، على غرار واد كنيس، الفايسبوك وغيرها من مواقع. وتتراوح أسعارها بين 50 إلى 70 ألف دينار جزائري على حسب الطلب، وهو الأمر الذي دفع ببعض الفتيات العاشقات للتميز والباحثات عن الأشياء الغريبة إلى اقتنائه بحثا عن حياة عصرية جديدة أو كنوع من التقليد للمجتمعات المتقدمة. المتجول بمختلف شوارع الجزائر العاصمة، سيلاحظ اصطحاب الفتيات لكلاب “الشيواوا” ولعل ذلك يشعرهن بالفخر والتميّز وهن يمشين رفقة هذا الحيوان صغير الحجم المتوفر بعدة ألوان، كالبني الفاتح والرمادي، وبالرغم من أن أثمانها غالية جدا، إلا أن هذا لم يقف عائقا أمام اقتنائها، حسب آراء البعض، ممن تحدثن إليهن، وهو ما جاء على لسان (ليندة.ب) التي أعربت عن ولعها الشديد بكلبها البني اللون، مشيرة إلى أنها اشترته ب70 ألف دينار. كلاب “الشيواوا” تنافس “الكانيش” من جهة أخرى، يحترف بعض الشباب بيع هذه الكلاب للزبائن عن طريق استيرادها أو شرائها من الخارج وإعادة بيعها محليا بأثمان مختلفة على حسب نوعية كل كلب، حيث يدوّن هؤلاء رقم هاتفهم وعنوانهم الإلكتروني مع عرض مجموعة هائلة منها ليتسنى للزبون اختيار واحد منها، فيما يقوم البعض الآخر بتربيتها وبيعها للزبائن. ولم تعد كلاب “الكانيش” التي تستهوي الأطفال الصغار والنساء، وذلك بعد ظهور كلاب “الشيواوا” التي أصبحت منافستها القوية في السوق، وهو ما أكده سمير، بائع كلاب حر، الذي قال “إن بيع هذه الفصيلة من الكلاب تجارة مربحة في الآونة الأخيرة، لأن تربيتها مسلية وغير متعبة”، مشيرا إلى أن هناك إقبال متزايد على اقتناء هذه الفصيلة. “عدم تلقيحها يتسبب في أمراض خطيرة” من جهة أخرى، حذّرت الدكتورة تعوينت سامية، بيطرية، من مخاطر هذه الكلاب على صحة صاحبها ومن حوله، قائلة “إن تربية أي نوع من الكلاب منزليا سواء كانت من النوع المفترس أو الأليف حافل بالمخاطر على جسم الإنسان لاحتوائها على طفيليات داخلية خطيرة”.وأشارت أن كلاب “الشيواوا” من بين هذه الحيوانات التي تحتوي على أضرار نتيجة كثرة الاحتكاك بها، كما أن عدم تلقيحها المنتظم قد يتسبّب في نقل بعض الأمراض الخطيرة كالجرب والعمى، بالإضافة إلى مرض دودة “التينيا” التي يصل طولها إلى ستة أمتار وتعيش في الجهاز الهضمي وتكبر في الأمعاء، كما أنها لا تسمح بوصول الأكل إلى المعدة، وهو الأمر الذي ينتج عنه مرض فقر الدم. وأضافت ذات المتحدثة “أنه من الضروري على مربي هذا الحيوان في المنزل أن يلقحه كل أربعة أشهر من باب الوقاية من الأمراض، بالإضافة إلى تلقيحه مرة كل سنة بلقاح chlp+ ولقاح ضد الكلب من أجل تفادي أي مخاطر صحية.