مضت على زوجنا سنوات طوال، كانت كافية لنبني حياة زوجية يزيّنها أولادنا الثلاثة، ونجاحاتنا – كلّ في عمله، واستقرار أوضاعنا وتوثيق علاقتنا مع مجموعة من الأصدقاء التي تربطنا بهم قواسم واهتمامات مشتركة كثيرة، وهنا أيضا ً تمكن مشكلتي...بل مشكلتنا – أنا وزوجتي... فمن بين أصدقائي، وأصدقائنا المشتركين – زميلات في العمل، متزوجات ومتزنات، أتحادث وأتراسل معهن في مختلف القضايا والمواضيع الخاصة والعامة، بعلم زوجتي ، ولا أحاول إخفاء أي شيء عنها، من منطلق حبي الصادق وإخلاصي الحقيقي لها وللأسرة. لكنني اشعر، وهي تتعمد إشعاري، بأن علاقاتي المنفتحة مع صديقاتنا وزميلاتي لا تروق لها، بل (كأنها) تشك أو تتخوف من طبيعة أو ربما تداعيات وانعكاسات هذه العلاقات على كلينا. والواقع أنها لا نكثر من الحديث عن هذا الأمر، لكنني افهم (ولا أتفهم) كل ردّ فعل لديها، وكل حركة وكل عبارة وكل نبرة ونظرة. وإنصافا ً للحقيقة أقول أن بعضا ً من زميلاتي يصارحنني بمشاكلهن وأسرارهن طلبا ً للعون أو المشورة، لا أكثر، فانا موضع ثقة ورجل متّزن ولبق وطيب وصادق إلى ابعد الحدود، فكيف لا تثق بي زميلاتي خاصة، والنساء عامة؟.؟! والأمر الذي يثير تساؤلاتي هو ذلك الحرص الغريب من زوجتي على إبلاغي، مسبقا ً ولاحقا ً، بكل تحركاتها ولقاءاتها وقابلاتها مع أصدقائها أصدقائنا المشتركين، فربما في ذلك إشارة أو تلميح إلى أنها لا تخفي عني شيئا ً وكأنها تتوقع مني أن "أعاملها بالمثل"، ولا اعرف كيف أقابل هذا التصرف، فانا أصلا ً لا اخفي شيئا ً، وأخشى إذا ما ناقشتها في الأمر – أن نختلف ونتشاجر ونتعاتب – دون مبرر، ودون حسبان للعواقب... ربما تكون زوجتي "تشك وتغار" من كوني إنسانا ً أوسع ثقافة منها (وهي مثقفة لكن اهتماماتها ليست بعمق اهتماماتي)، الأمر الذي يجعلها تخشى من أن أكون جذابا ً "زيادة" للنساء خاصة، فهن يعجبن بالرجل الراجح النّصوح العارف.. كم أتمنى لو كانت زوجتي تتصرف معي وتثق بي مثل زوجة ذلك الجاسوس الذي صارحها بطبيعة عمله ومهماته، فسلّمت بالأمر وتفهمته رغم قلقها وتمنياتها لو كان يعمل في أي مجال آخر..