قالت مصادر مطلعة في الرباط، إن محادثات مغربية – إسبانية جرت أمس في الرباط تناولت التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والمخدرات، وأقرت «ترتيبات جديدة» خاصة حول الهجرة غير الشرعية. وكان بيان رسمي صدر عقب محادثات أجراها أنطونيو كماتشو، وزير الداخلية الإسباني مع الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية المغربي، بشأن تدفق الهجرة غير الشرعية، أشار إلى أن المسؤولين عبرا «عن ارتياحهما للروح التي سادت أشغال المؤتمر الأوروبي الأفريقي حول الهجرة والتنمية الذي انعقد بالرباط في يوليو (تموز) 2006، والذي جعل من احترام حقوق المهاجرين وكرامتهم إحدى أولويات كل عمل مشترك في هذا الميدان». وتحدث كماتشو عن مصداقية ومسؤولية المغرب كحليف استراتيجي لإسبانيا في محاربة شبكات تهريب المهاجرين والاتجار في البشر. وقال البيان المشترك إن الجانبين استعرضا جوانب التعاون بين الوزارتين، وخاصة ما يتعلق بالهجرة والجريمة المنظمة العابرة للحدود والإرهاب والتعاون الأمني. وفي ما يتعلق بتهريب المخدرات، أعرب الوزيران اللذان لاحظا استمرار تراجع المساحات المزروعة والكميات المحجوزة (في المغرب)، عن ارتياحهما للانعكاسات الإيجابية الأولى للتعاون في مجال مكافحة تهريب المخدرات بواسطة الطائرات الصغيرة. وبخصوص التعاون في المجال الأمني، أبرز المسؤولان أهمية تفعيل مشاريع مراكز التعاون الأمني في أقرب الآجال بهدف تعزيز وتوسيع أنشطة التعاون العابر للحدود بين مصالح البلدين. من جهة أخرى، تبادل المسؤولان وجهات النظر حول تطور الوضع الأمني في منطقتي المتوسط والساحل، في ضوء التغيرات السياسية الأخيرة التي تشهدها المنطقة، كما عبرا عن انشغالهما بخصوص تصاعد الأعمال الإرهابية في منطقة الساحل، مبرزين ضرورة اعتماد معالجة جماعية ومركزة من قبل كافة بلدان المنطقة تهدف إرساء فضاء للسلم والازدهار المشترك وتجاوز الحسابات السياسية الضيقة. وقالت مريا خوسي مارتينيز، المتحدثة الإعلامية بالسفارة الإسبانية، إن هذه أول زيارة يقوم بها وزير الداخلية الإسباني إلى المغرب بعد أن تولى منصبه الحالي، مضيفة أنها تأتي في إطار تقديم نفسه (رؤيته وأفكاره) والتعرف على نظيره المغربي. وأضافت مارتينيز أن الزيارة ذات طابع دبلوماسي لتعزيز التعاون بين البلدين، وناقشت مواضيع تهم الجانبين المغربي والإسباني. يشار إلى أن سعد حصار، الوزير في وزارة الداخلية، والذي تناط به عادة الملفات الأمنية حضر محادثات كماتشو والشرقاوي، كما حضرها من الجانب الإسباني خوستو ثامبرانا كاتب الدولة (وزير دولة) الإسباني المكلف الأمن وسفير إسبانيا لدى المغرب، ألبيرتو نافارو.