"مغلق لرمضان 2010" هو الشعار الذي يحمله بدءا من منتصف ليل أمس الثلاثاء التردد الخاص بفضائية "القاهرة والناس" التي أطلقها رجل الإعلانات المصري طارق نور في اليوم الأول من شهر رمضان الماضي بعد حملة دعائية واسعة. وبينما أكد نور عند تجهيزه لإطلاق القناة أن اليوم الأخير لبثها سيكون آخر أيام شهر رمضان إلا أنه قرر فجأة استمرار البث في إجازة عيد الفطر لتبقى القناة يومان إضافيان مستفيدة من تداول إعلاني كبير كون مالكها أهم مصممي ومنتجي الإعلانات التليفزيونية في مصر. وفي حين يعرف العالم كله وعدد كبير من الدول العربية إطلاق قنوات فضائية حقيقية خصيصا لمناسبات بعينها سواء مناسبات سياسية أو ثقافية أو فنية إلا أن هذا التقليد لم يكن معروفا بشكل واسع في مصر خاصة وأن بث القناة امتد لشهر كامل وضم الكثير من المواد الإعلامية التي تم إعدادها خصيصا وبعضها أثار جدلا في الشارع المصري والعربي. وكان أبرز برامج "القاهرة والناس" هو "موجز الأخبار" الذي يتناول أخبارا حقيقية بشكل ساخر إضافة إلى فقرات الإعلانات القديمة التي قدمها طارق نور على مدار مشواره في صناعة الإعلانات والتي فاقت في إقبال الجمهور برنامجي القناة الرئيسيين "لماذا" لطوني خليفة و"باب الشمس" لرولا جبريل رغم الدعاية الواسعة التي سبقتهما. ولم يستطع مقدما البرنامجين الخروج بمفاجآت كثيرة من ضيوفهما لأن اختيار الضيوف اعتمد بشكل أساسي على كونهم أثاروا الجدل سابقا في برامج مماثلة وهي صفة لا تكفي لنجاح برنامج إضافة إلى أنه كان واضحا أن رولا جبريل الفلسطينية الأصل القادمة من التلفزيون الإيطالي لم تكن تعرف الكثير عن ضيوفها العرب. وشهدت القناة منذ اليوم الأول لإطلاقها الكثير من الاتهامات بدأت باتهامها بالابتذال وتقديم محتوى جنسي وهي تهمة كفيلة بتدمير سمعتها وإفشال مساعيها للنجاح كونها مخصصة لشهر رمضان الذي تزيد فيه الروحانيات اعتمادا على الأجزاء الدعائية التي تم بثها مبكرا من برامجها والتي ضمت ألفاظا يمكن وصفها بالخادشة للحياء وردت على ألسنة عدد من الضيوف. بعدها ظهرت اتهامات سرقة الإعلانات من إعلانات عالمية والتي تحولت إلى كابوس حيث بدأ كثيرون متابعة الإعلانات التي تقدمها القناة والبحث عن مثيلاتها التي اقتبست منها ليتضح أن الكثير منها منقولة بشكل كامل حتى ظهرت مجموعة بريدية على الموقع الاجتماعي "فيس بوك" متخصصة في جمع تلك المواد تتهم "القاهرة والناس" بسرقة حقوق الملكية الفكرية. ولم تنته تلك الأزمة حتى أقام مالك القناة دعوى قضائية ضد منشئ المجموعة البريدية يطالبه فيها بالاعتذار علنا وإلغاء المجموعة وإلا تحمل التبعات القانونية لما قام به والذي اعتبره طارق نور تشهيرا به شخصيا وبقناته. لكن الأزمة الأكبر التي طالت القناة تعلقت بالمحتوى الإعلاني حيث اتهم كثيرون بينهم صحفيون وكتاب مالك القناة بفرض سيطرته على التلفزيون المصري حتى أن صحيفة الفجر التي يرأسها الكاتب المعروف عادل حمودة وصفته بأنه "وزير إعلام الظل" مشيرة إلى أن صفقة ما تمت بينه وبين وزير الإعلام المصري أنس الفقي حصل بموجبها على القسم الأكبر من الإعلانات في التلفزيون الحكومي.