أثارني بالأمس تحامل بعض الزملاء في بعض المنابر الإعلامية، على الطريقة التي تعاملت بها فرقة أمنية بالعاصمة العلمية للمملكة، مع عصابة إجرامية أثارت الرعب والخوف بين ساكنة المدينة. الفرقة الأمنية قامت يوم الثلاثاء الماضي "بتطويف" أربعة أشخاص لهم سوابق عدلية خطيرة، متهمين بتنفيذ اعتداءات بالسلاح الأبيض على المواطنين، على عدة أحياء فاسية، وهم شبه عراة ومقيدي الأيدي وسط حراسة أمنية مشددة. وهذه العملية التي يبدو أنها أزعجت بعض الزملاء في الصحافة المكتوبة، تعتبر من الأعراف القديمة التي يتم اللجوء إليها لفضح كل معتد أثيم، لكي لا يعود لنفس الفعل، وبالتالي يكون عبرة لمن تسول له نفسه الاعتداء على الناس بالنهار أو تحت جنح الظلام بالسيوف والهراوات لسرقة ممتلكاتهم. فمن الزملاء من اعتبر أن ما قامت به الفرقة الأمنية بفاس، يحيل على عهد بوحمارة، وآخرون رأوا فيه تجاوزا للاختصاصات المخولة لها. قد لا نختلف في أن تقع في هذه العملية أو تلك بعض التجاوزات، من هذه الجهة أو تلك، ولكن نرى أنه يمكن التغاضي عن بعض التجاوزات المقبولة من طرف من يكلفون بحفظ النظام العام إبان ممارستهم لمهامهم، على أن تعم الفوضى بين العباد. فأمن و استقرار البلاد هو الأساس. وما كانت تقوم به تلك العصابة الإجرامية يعتبر نوعا من السيبة التي يجب التعامل معها بكل صرامة. فالسيبة قد تؤدي إلى الفوضى، والفوضى تقود حتما إلى الإخلال بالأمن والنظام العام. إبراهيم الشعبي e/mail:[email protected]