افاد مراسلو فرانس برس ان اعتداء بسيارة مفخخة وقع الثلاثاء في مدينة بنغازي (شرق) معقل المتمردين الليبيين قرب مقر المجلس الوطني الانتقالي ما ادى الى اصابة شخصين بجروح طفيفة، حسب مصادر رسمية وطبية. ووقع الاعتداء في منطقة تبعد مئتي متر عن محكمة المدينة التي تضم مقر المجلس الوطني الانتقالي على شاطىء البحر. وهذا الاعتداء هو الاول في بنغازي منذ بدء الانتفاضة الشعبية في ليبيا في منتصف شباط/فبراير. وقال متحدث باسم الجناح العسكري للمجلس الوطني الانتقالي احمد عمر بني "كانت سيارة مفخخة". وفي مستشفى الجلاء، قال اطباء ان شخصين اصيبا بجروح طفيفة جراء الشظايا وان احدهما غادر المستشفى في حين اصيب الاخر بالظهر والرأس. وسارع مئات الاشخاص الى المكان واتهم بعضهم قوات العقيد معمر القذافي بالوقوف وراء الهجوم. وكان البعض منهم مسلحين ببنادق ومسدسات ورشاشات كلاشنيكوف وهم يرددون شعارات ضد القذافي حول هيكل السيارة المنفجرة. وقال الصحافي الليبي ناصر وارفلي في المكان "انفجرت سيارة شيفروليه بيضاء قبيل صلاة العشاء" مضيفا "لا نعلم من قام بذلك". واتهم الشاهد الاخر محمد بالوري "خلايا تابعة للقذافي". وقال عامل النفط عقيلة لبيدي الذي انضم الى المتطوعين ان الاعتداء وقع عند "الساعة 20,45 (18,45 ت غ) خلال صلاة العشاء". واضاف "اريد ان اقول للقذافي انه يعتقد انه يخيفنا باستعمال الارهاب لخنق الثورة، ولكن نأمل بالحصول قريبا على مزيد من الدعم والاموال من اجل ثورة 17 شباط/فبراير" في اشارة الى الانتفاضة الشعبية التي بدأت في بنغازي. وذكرت صحيفة "ال سولي 24 اوري" الايطالية الاقتصادية الاربعاء ان ايطاليا والولاياتالمتحدة قد تنشآ صندوقا لتمويل المعارضة في ليبيا بعد ان طلب الثوار ملياري او ثلاثة مليارات دولار. وقالت الصحيفة ان ايطاليا وضعت خطة "ستكون تحت اشراف ومراقبة اميركا لكن ادارتها ستعهد الى مسؤولين في النظام المصرفي الايطالي" من دون كشف مصادرها. واوضحت انه ستودع في الصندوق "ارصدة مجمدة لنظام "معمر" القذافي وفقا لقرارات الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي". وستحول ايرادات هذه الودائع التي ستشمل الايرادات النفطية من شرق ليبيا، الى الثوار. وقالت الصحيفة ان "الولاياتالمتحدة وايطاليا اول بلدين مستعدين للقيام بهذه الخطوة". وسيبحث رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني في هذا الموضوع خلال لقاء الخميس في روما مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. وتجتمع مجموعة الاتصال حول ليبيا الخميس في روما لايجاد سبيل لمد الثوار بالاموال والتوصل الى حل سياسي للنزاع الذي يطول امده ويترجم على الارض بوضع انساني كارثي. ميدانيا، أطلق جيش العقيد الليبي معمر القذافي وابلا من الصواريخ على بلدة الزنتان التي يسيطر عليها الثوار في منطقة الجبل الغربي مواصلا حملته التي خلقت أزمة انسانية في الوقت الذي قالت فيه الامم الامم المتحدة ان الحرب الاهلية في ليبيا أجبرت الالاف على الفرار اما برا او بحرا. وقال متحدث باسم الثوار الليبية المسلحة إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي قصفت الزنتان بأكثر من 40 صاروخا من طراز جراد في وقت متأخر من امس الثلاثاء. بينما قال متحدثون باسم الثوار في مدينة مصراتة المحاصرة ان القتال تجدد في الضواحي الشرقية للمدينة لكن كثافة الغارات التي شنتها طائرات حلف شمال الاطلسي وفرت لميناء مصراتة شريان الحياة الرئيسي للمدينة المحاصرة فترة لالتقاط الانفاس من قصف قوات الحكومة الليبية. وذكروا ان مصراتة تعاني من نقص في إمدادات الغذاء والدواء مع احتدام المعارك قرب المطار وعجز سفن المساعدات الراسية قبالة الساحل عن الوصول الى الميناء بسبب القصف. وفي طرابلس قال شهود انهم سمعوا دوي انفجارين الليلة الماضية لكن لم يتوفر اي تفسير للسبب. ولم يظهر القذافي في العلن منذ الهجوم الصاروخي الذي شنه حلف شمال الاطلسي يوم السبت على منزل في طرابلس أدى الى مقتل ابنه الاصغر وثلاثة من أحفاده. ويعتقد مسؤولو المخابرات الامريكية ان القذافي حي وقال ليون بانيتا مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية "سي.اي.ايه" لقناة "ان.بي.سي" الاخبارية التلفزيونية "لحد علمنا مازال حيا". وتعهد القذافي بالقتال حتى الموت ولم يحذو حذو رئيسي تونس ومصر اللذين تنحيا بعد احتجاجات شعبية. وقسمت الحرب الاهلية ليبيا الى الغرب الذي تسيطر عليه قوات القذافي والشرق الذي تسيطر عليه الثوار المسلحة غير المنظمة لكنها تتحلى بالإصرار. وصرح خالد الكعيم نائب وزير خارجية النظام الليبي بأن القذافي بصحة جيدة ولم يصب "على الاطلاق" في غارة الحلف وذكر انه استقبل اليوم عددا من زعماء القبائل. وسئل الكعيم متى سيظهر القذافي علنا وسط تساؤلات عن نجاته من الغارة فرد نائب وزير الخارجية الليبية قائلا ان ذلك الامر يرجع له وللمسؤولين عن أمنه لانه استهدف أربع مرات. وفي أقوى تصريحاته على الاطلاق عن الصراع الدائر في ليبيا قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان ان على "القذافي ان يتنحى فورا ويترك الادارة للشعب الليبي". وقال اردوجان في مؤتمر صحفي عقده في اسطنبول "ليبيا ليست ملكا لشخص بعينه او اسرة بعينها" وناشد القذافي ان يدرك حجم المعاناة التي يتكبدها شعبه. وأعلنت الاممالمتحدة امس ان القتال بين المعارضين وقوات الحكومة يجبر الاف اللاجئين على الفرار من غرب ليبيا سيرا على الاقدام الى الحدود التونسية وبحرا باستخدام القوارب الى اوروبا. وقالت مفوضية الاممالمتحدة لشؤون اللاجئين ان النزوح من منطقة الجبل الغربي استؤنف حيث تفر عائلات ليبية الى جنوبتونس. وقال المتحدث باسم المفوضية ادريان ادواردز في افادة صحفية من جنيف "في مطلع الاسبوع وصل أكثر من 8000 شخص الى الذهيبة في جنوبتونس. معظمهم من النساء والاطفال". وفر عشرات الالاف بالفعل. وتبادلت الثوار وقوات القذافي السيطرة على معبر الذهيبة الحدودي عدة مرات في الاسبوع الماضي حيت امتد القتال الى الاراضي التونسية. وجعلت عاصفة رملية عنيفة ضربت المنطقة الوضع أكثر صعوبة. (رويترز، أ ف ب)