يوعز هندل - "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية أحد الزعماء البارزين في المحور المناهض لاسرائيل يترنح على كرسيه، واسرائيل ابنة ال 63 تتصرف كفتاة خجلة. تقف جانبا، صامتة، تتجاهل على نحو تظاهري حدثا تأسيسيا في المنطقة - وكأنها خارج القصة. وزارة الخارجية التي شهدت تحت قيادة افيغدور ليبرمان عهودا من الاستقامة عديمة الكوابح، تملأ على نحو مفاجىء فمها بالماء حيال المذبحة في سوريا. جنرالات سابقون، عرفوا كيف يحللوا طبيعة الاسد بتفاصيل التفاصيل، شخصوا أمانيه الكامنة للسلام حتى عندما تحدث عن الحرب - يخجلون الان من الحديث بصوت عال. وحتى أفضل محللينا، ممن هم في الغالب ذوو رأي قاطع، يترددون في القول ما هو خير لاسرائيل وفي هذه الاثناء يوصون بالتحفظ على سبيل الحكمة. هل يحتمل ألا يكون لاسرائيل، التي عرفت المر من دمشق، رأي بالنسبة للاسد حقا؟ الا يوجد اتجاه مرغوب فيه في جولة الاضطرابات؟ الجواب مركب من سياسة ولا سياسة، او بتعبير آخر، تجاهل. حتى الان اختارت اسرائيل، وعن حق، الامتناع عن أخذ جانب في الثورات الاقليمية. لا، لم يكن هناك أي سبب للمراهنة على المنتصرين في دول بعيدة لا تتعلق باسرائيل، فما بالك في مصر، التي لها تأثير مباشر علينا. لماذا التدخل، حين تجري الاضطرابات دون احراق علامنا ودون توجيه الاتهامات لنا؟ للوهلة الاولى، لا يوجد ما يدعو الى اتخاذ نهج آخر الان ايضا. التجاهل والانتظار. غير أن هنا يجب التشديد على خصوصية سوريا. صحيح أن الحديث لا يدور عن الدولة العربية الاولى التي سقوط الطغاة، ومع ذلك يدور الحديث عن دولة العدو الاولى التي يحصل فيها هذا. عندما يسقط عدوك، لا تفرح، قالت لنا المصادر الاولية - ولكن أيضا محظور التجاهل. ليس لدينا ما نخسره. فقد شكلت سوريا - وهي تشكل - محورا مركزيا في عملية جعل حزب الله تهديدا ذا مغزى على اسرائيل. ايران باتت هناك منذ زمن بعيد - وبدعوة من الاسد الاب. وهي لا تنتظر الحكم الجديد، والمحور المناهض لاسرائيل يزدهر حين تكون سلالة الاسد العلمانية في الحكم. الاستقرار الوحيد الذي جلبته سوريا الى المنطقة في العقود الاخيرة هو في الحفاظ على حالة القتال حيال اسرائيل. حتى لو صعد صباح غد بقايا الاخوان المسلمين الى الحكم في دمشق، فمن ناحية اسرائيل لا يمكن للامر أن يكون اكثر سوءا. كان يمكن فهم الصمت لو قام الوضع الراهن بين الدولتين. صيغة شرق اوسطية ما من عقيدة مونرو (السياسة الامريكية حيال اوروبا في القرن التاسع عشر)، نحن لن نتدخل فيهم - هم ايضا لا يتدخلون فينا. ولكن حكم الاسد يتدخل هنا منذ سنوات، وليس لغرض دفع الاخوة الى الامام. كان يمكن فهم هذا على خلفية رغبة القوة العالمية في استغلال الفرصة وقيادة الصراع ضد الاسد، الذي أيد الحرب ضدهم على أرض العراق. غير ان ادارة اوباما بالكاد تتدبر أمرها مع التضاربات بين القصف في ليبيا، التأييد للثوار في مصر والاسناد للحكم في البحرين. من الصعب أن نرى كيف سترد على ما يجري في سوريا فيما هي منشغلة بسلطة الخضار التي اعدتها لنفسها. من الاممالمتحدة ايضا، مع عشرات لجانها للشؤون الاسرائيلية، لا يوجد كما هو معروف ما يمكن توقعه - لا للتدخل وبالتأكيد لا للجنة واحدة صغيرة لشؤون ذبح المدنيين السوريين. وهكذا بقيت فقط اسرائيل، الجارة الشائخة من الجنوب، مع سنواتها في المنطقة وفهمها للجيرة الصعبة التي نعيش فيها. اذا لم ترد وتقول الحقيقة، فماذا سيقول اولئك من اوروبا الذين لا يهمهم الامر حقا؟".