لا تأخير لانطلاق الدراسة والمدارس قد تُغلق عند الضرورة محمدية بريس / فيما تشير توقعات مصادر طبية رسمية إصابة 3 ملايين مغربي بأنفلونزا المكسيك، في الفترة الممتدة من أول سبتمبر الحالي حتى نهاية عام 2010، تحولت مديريات تابعة لوزارتي الصحة والتربية الوطنية والتعليم المغربيتين إلى خلايا نحل، إذ تعقد بشكل مستمر اجتماعات بهدف اتخاذ الاحتياطات الضرورية للتصدي للفيروس، خلال مرحلته المقبلة، التي تصادف في فصلي الخريف والشتاء، على غرار الاحتياطات التي اتخذتها البلدان المتقدمة.وتدرس هذه الاجتماعات بلورة استراتيجية قطاعية وطنية وأخرى محلية، عبر تعزيز آليات المراقبة واليقظة على صعيد مختلف المصالح الطبية، لاحتواء الفيروس والحد من انتشاره بكل الوسائل المتاحة عالميًا، بخاصة أن التقديرات تؤكد أن الفيروس سيؤدي إلى تغييب 30 في المائة من اليد العاملة المغربية، ما سيؤثر على الناتج الوطني والنشاط الاقتصادي. وما زال الخوف من أن يلقي هذا الوباء بظلاله الثقيلة على المجال التعليمي، بعدما اتخذت عدد من الدول العربية قرار تأخير الدراسة إلى أجل مسمى خوفًا من انتشار الفيروس. هذه الخطوة يبدو أنها ليست ضرورية في الوقت الراهن بالمملكة، التي انطلق فيها الدخول المدرسي في العاشر من الشهر الجاري، إذ كشف مصدر رفيع المستوى بوزارة التعليم، لمحمدية بريس أنه "ليس هناك تفكير في تأخير الدخول المدرسي أو شيء من هذا القبيل، والمسار التعليمي سيأخذ مجراه الطبيعي". وأكد المصدر نفسه، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "وزارتي الصحة والتعليم تعملان حاليًا على إعداد خطة وطنية تضم مجموعة من الإجراءات الوقائية الكفيلة بالتصدي للفيروس"، مشيرًا إلى أن "حيز منها يرتكز على الحملات التحسيسية، وحث العمال والموظفين على الكف عن تبادل القبل والعناق بالأحضان، لتجنب الإصابة بالفيروس". وأضاف أن "الخطة تهتم أيضًا بتكوين أولي للأطر في الكشف المبكر عن إصابة التلاميذ بالفيروس، ومنحهم المعلومات الأولية للتعرف على مرض الأنفلونزا". وأوضح المصدر أن "احتمال تزامن ذروة الوباء مع الدخول المدرسي، جعلنا ندخل في تنسيق مكثف ومتواصل مع وزارة الصحة، بهدف اتخاذ الإجراءات الضرورية الكفيلة بالحد من انتشار الفيروس، سواء بالنسبة للأساتذة أو التلاميذ أو الأطر التربوية"، مع حثهم على نظافة اليدين لتجنب الإصابة بالداء. وقد تلجأ وزارة التعليم، بحسب المصدر نفسه، إلى إغلاق إحدى المدارس لفترة معينة، حسب ما تتطلبه الضرورات الطبية، إذا سُجلت حالات إصابات بداخلها. وتبرز مصادر طبية أن 13 حالة سجلت داخل المغرب، وليس في صفوف مواطنين بل قدموا من الخارج. وآخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة المغربية تشير إلى أن 134 حالة سجلت حتى الآن، وكلها تعود لمغاربة قضوا إجازتهم خارج أرض الوطن. وأفادت مصادر طبية رسمية أن المسؤولين بالوزارة يجرون اتصالات مع مختبرات عالمية من أجل اقتناء اللقاح، مؤكدة أن اللقاح سيجري استيراده قريبًا ليكون متوافرًا، مجانًا، في الشهور الأولى من فصل الخريف المقبل، لكن بكميات محدودة لا بأس بها، إذ ستعطى الأولوية للمعرضين أكثر لخطر الإصابة بفيروس أنفلونزا المكسيك، على أن يباع في الصيدليات للمواطنين".