خرج الشباب المغربي في تظاهرات سلمية في مدن مختلفة من المغرب، استجابة لنداء "حركة 20 فبراير" الذي أطلقه بشباب الفايس بوك. هذه التظاهرات التي جاءت على شاكلة ما يعرفه الشباب العربي من حراك للتعبير عن نفسه وحاجياته ومطالبه التي عجزت النخب من استيعابها أو التعبير عليها. الشباب المغربي الذي لا يغرد خارج السرب ضمن خارطة الوطن العربي من الخليج إلى المحيط عرف خروج شبابه للتعبير عن ذواتهم بعد أن أطروا أنفسهم ضمن ما أصبح يصطلح عليها بوسائط التواصل الاجتماعي مثل الفايس بوك وتويتر ويوتوب. الخصوصية المغربية تجسدت في الطريقة الحضارية التي تمت بها هذه المظاهرات عبر تراب المملكة. ففي الرباط مثلا قام رجال الوقاية المدنية بتوفير المياه كما تم تزويد المتظاهرين بساحة باب الحد بقارورات المياه الصالحة للشرب مجانا، وهذه سابقة تسجل في تاريخ التظاهرات، كما لم يسجل حضور للشرطة وباقي رجال الأمن في أماكن التظاهر، إضافة إلى أن المظاهرة كرست عبر شعاراتها الإجماع المغربي حول الملكية في المغرب لكنها طالبت بالإصلاح وإبعاد المفسدين. الشباب المغربي الذي خرج للتظاهر قام حقا بتنظيم محكم لم تتخلله أية مناوشات أو تصرفات تبين عن قصور أو عدم انضباط، بل جسدت الاستثناء المغربي الذي كرسه الأسلوب الحضاري للمغاربة سواء المتظاهرين أو السلطات التي لم تقم باستفزازهم. هذه الخرجة الشبابية التي تحمل في طياتها مجموعة من الرسائل يمكن أن تعتبر مساهمة ومشاركة للشباب في الدفع بقطار التنمية الذي انطلق مع العهد الجديد، وأراد الشباب إعطاءه زخما وقوة من أجل المضي به قدما حتى يستجيب لمطالب المغاربة أجمعين لكي يحيوا حياة كريمة تنسجم وطموحاتهم