لطالما ارتبطت المدرسة بالحب والسلام والقيم الإنسانية النبيلة ، لكن ما نسمع اليوم وللأسف لا يمت لهذه القيم بصلة ، فأن تستغل مواقف معزولة في بلدة بعيدة جنوب شرق المغرب لتتخذ منها قضية كبرى تثير الرأي العام ، فأمر يثير العجب و الاستغراب، ويدفع لطرح الأسئلة التالية: من له مصلحة في ذلك ؟ هل في القضية تصفية حسابات سياسية؟ السياق: وقع هذا مساء يوم الخميس 4 أكتوبر 2012 بثانوية مولاي علي الشريف بالريش ، في جمع عام دعت إليه الإدارة لأجل انتخاب مجالس المؤسسة ولجانها ، وكعادة الجموع العامة في هذه الثانوية لم يشذ المجلس عن القاعدة حوار ونقاش ينتهي بالسب والشتم والقذف أحيانا ، ثم ينتهي الأمر بقول أحدهم "نعلوا الشيطان.." ليصدر بعدها بيان أثار غير قليل من الجدل لم ينتهي إلى الآن. معسكر الارهابيين و فيلم درامي عنوانه "التعطش للدماء" فما الذي تغير اليوم ، في الحقيقة لا شيء إلا من أطراف تريد أن تركب على الموقف لأغراض دنيئة عبرت عنها بصراحة جريدة الأحداث المغربية ، حيث حولت اشتباك بين أستاذ لمادة الفلسفة مع زميل له من داخل المؤسسة بالأيدي إلى معركة أبطالها : "عناصر متطرفة" ، و "دعاة للتطرف والقتل" ، تنتمي إلى"تيارات أصولية" ، "حاقدة على مادة الفلسفة" ، "تعادي استعمال العقل والتفكير الحر" ، المعركة استدعت على لسان جريدة الأحداث التذكير "بالمعارك السابقة" داخل الوطن في السبعينيات بين الشبيبة والاتحاديين ، وخارج الوطن في "الشقيقة الجزائر" و"طالبان أفغانستان" ، معركة أو بالأحرى فيلما دراميا عنوانه "التعطش للدماء" !! ، ترى هل نحن أمام تصفية حسابات و خصومات سياسية؟ أم أنها لا تعدو أن تكون حملة انتخابية مضادة قبل أوانها ضد خصم سياسي معين ؟ فحرمة الفضاء التربوي لا تحتمل ذلك بل وترفضه و تمقته. خلفيات الحدث: لا يخفى أن من وراء سطور المقال المنشور في جريدة الأحداث المغربية منذ يومين دوافع غير بريئة فالكثير من المتتبعين يعرفون حقيقة أن الجريدة مثيرة للجدل في مقالاتها غير المهنية خاصة إذا تعلق الأمر بالقضايا ذات العلاقة مع الاسلاميين باعتبارهم "خصوما سياسيين تاريخيين" و ما من أزمة إلا وراءها حسب زعمهم "عفاريت ملتحية ومتطرفة". أما بخصوص أساتذة مادة الفلسفة فالأمر لا يقل عن وقوف أربعة أساتذة إلى جانب زميل لهم كان بطلا لكثير من المواقف والأحداث في الثانوية ، أهمها ما حدث في السنة الماضية حيث احتج تلاميذ الجذع المشترك على بعض مواقف الأستاذ المعني مدعين أنها تسيء للذات الالهية وللسيدة عائشة رضي الله عنها، و منها قيامه ومنذ سنوات بحملة مسعورة ممنهجة ضد نادي التواصل التربوي بالمؤسسة مستعملا مختلف الأساليب لتشويه سمعته والمشرفين عليه بما فيها استغلاله للتلاميذ. الأساتذة المذكورون و بعد الذي جرى وقعوا على بيان يتهم صراحة النادي المذكور "بنشر الحقد والكراهية" و "معاداة مادة الفلسفة والاساءة إلى مدرسيها" .. رغم عدم موافقتهم على ما جاء في البيان .. يقولون : "نحن وقعنا لدواع شخصية .." ترى ما هي هذه الدواعي؟! تذكير: نشير هنا إلى أن النادي المشار إليه أحدث منذ سنة 2010 بموجب المذكرة 109 الصادرة بتاريخ 16 دجنبر 1999 وتتنوع أنشطته لتلامس مختلف اهتمامات التلاميذ من المسرح والغناء الملتزم و المسابقات والعروض الثقافية والرياضية والتدريب على مهارات التعامل مع الامتحانات والاسعافات الأولية كل ذلك من إنجاز التلاميذ وبإشراف أساتذة متطوعين ، ويحضر أنشطته سنويا مسؤولوا الإدارة التربوية و جمعية آباء وأولياء التلاميذ، وأساتذة من مختلف المواد والتخصصات من بينهم بعض أساتذة الفلسفة الموقعين على البيان ويختم أنشطته بأسابيع الدعم لجميع التلاميذ في مختلف المواد ، ترى من له مصلحة في إيقاف عمل الأندية بالمؤسسة؟! [email protected]