ندد مجموعة من سكان منطقة بوزمو والنواحي بإقليم ميدلت بما وصفوه ب«الإهمال» الذي يطالهم ويطال مجموعة من الدواوير المجاورة للجماعة القروية، حيث تكاد أجساد المئات من سكان هذه المنطقة «تتجمد» بسبب الانخفاض المفرط في درجة الحرارة،. ووصفوا المنطقة ب«المنكوبة» لأن سكانها للأسف، يقول بعض السكان في اتصال لا يستفيدون من دعم الدولة في ما يتعلق بحطب التدفئة على الرغم من أنهم من ذوي الدخل المحدود جدا، بل والمنعدم في أغلب الأحيان ومع ذلك لم يكن لهم نصيب في الاستفادة من دعم الحطب الذي يتم عرضه على سكان مناطق أخرى أقل برودة من منطقة بوزمو ونواحيها بثمن يقل عن النصف في الوقت الذي «يستثنى» سكان هذه البقعة من المغرب من هذا الدعم الذي هم في أمس الحاجة إليه. ودعا السكان أنفسهم الجهات المسؤولة إلى التدخل ومقاربة الواقع «المرير» الذي يعيش فيه سكان هذه المناطق الذين يتكبدون مآسي حقيقية قد لا يحتملها غيرهم، ومع ذلك فهم «مدرجون» في قائمة «المتخلى عنهم» لأسباب يعتبرونها مجهولة، مع العلم أن لهم الأحقية والأسبقية المطلقة، حسب قولهم، في المساعدات والدعم كغيرهم من مناطق أخرى سكانها أكثر حظوة منهم. كما طالب السكان الفعاليات الجمعوية بالمنطقة ومن خارجها بالتدخل أيضا لمساندتهم في محنتهم، حيث إنهم يعانون باستمرار، ويزيد من هذه المعاناة «انعدام» فرص الشغل بهذه المناطق. وتساءل السكان أنفسهم عن السبب الذي يحول دون أن يتم الاهتمام بهذه المنطقة، علما أنها معروفة بكونها تضم نسبة كبيرة من الفقراء والمعوزين، وأن سبل العيش بها تصبح «شبه منعدمة» في هذا الوقت بالتحديد بسبب صعوبة الطقس، والذي يتعداه إلى مشاكل صحية مثل نزلات البرد الشديدة التي تصيب عددا كبيرا من السكان، بالإضافة إلى أمراض الربو والروماتيزم، ومع ذلك أيضا تكاد الحملات الطبية المجانية تكون منعدمة بالمنطقة، حسب المصادر ذاتها، التي طالبت بتدخل عاجل للجهات المسؤولة لرفع ما وصفته ب«الحيف» عن السكان. وفي سياق متصل، وتحسبا لموجة البرد القارس التي سيشهدها المغرب ابتداء من اليوم الأربعاء تطلق وزارة الداخلية والدرك الملكي ومؤسسة محمد الخامس للتضامن برنامجا خاصا للتضامن لفائدة سكان الجماعات التي تعاني بشكل حاد من موجات البرد، وخاصة الدواوير بالمناطق الجبلية المعزولة لجهة أزيلالء بني ملال. وجماعات أخرى التي سيتم تحديدها لاحقا. وأبرز بلاغ لمؤسسة محمد الخامس للتضامن أنه وعلى غرار البرنامج الذي قامت به خلال الأسبوع الأول من يناير الماضي لفائدة 33 دوارا المكونة لجماعة تونفيت فإن هذا البرنامج سيوجه لمساعدة هذه الساكنة لمواجهة موجة البرد القارس الاستثنائية. ومن جهة أخرى، علم لدى مديرية الأرصاد الجوية الوطنية أن موجة البرد القارس التي يعرفها المغرب منذ بضعة أيام ستستمر إلى نهاية الأسبوع الجاري وستبلغ ذروتها يومي الأربعاء والخميس، وهي ناجمة عن كتلة هوائية قطبية تعبر أوربا الشرقية والوسطى وتصل إلى شمال إفريقيا.