سبق لنا – من خلال منشورات عدة – أن تعرضنا ، لوضعية هذه البناية المهترئة ، والآيلة للانهيار ، في أية لحظة ….وقلنا – من جملة ما قلناه – بأن الفرنسيين ، هم الذين أوجدوها ، لتكون مرتعا لأبشع أنواع الظلم والاستبداد ، التي أريد لها – آنذاك – أن تمارس ، على المقاومين الشرفاء ، وعلى كل من سولت له نفسه ، الوقوف في وجه المستعمر ، أو أزلامه …. وأشرنا إلى أن الوزارة الوصية — في العقود الثلاثة ، التي أعقبت فجر الانعتاق — وضعتها رهن إشارة القاضي المقيم ، ليفصل في مختلف المنازعات ، غير أنها – ومنذ منتصف الثمانينيات تقريبا – تركتها عرضة للإهمال واللامبالاة ، فتحولت جنباتها ، إلى مطرح للنفايات ، والفضلات ، والأدران … وأضحى الباعة المتجولون ، يتحلقون حولها ، في مشهد مريب ومقيت … كما طالبنا في المقالات ذاتها ، بإعادة بنائها ، وترميمها ، وتسييجها ، وإضافة مرافق أخرى لها ، لتكون في متناول الأطر الموقرة لوزارة العدل ( التي تبرعت عليها وزارة الداخلية مشكورة ، بالمقر القديم للقيادة …. لتباشر فيه مهامها النبيلة .) ، أو تحويلها إلى متحف ، أو مكتبة ، ينهل الشباب في رحابها ، من ضروب العلم والعرفان … غير أن سياسة الأذن الصماء ، أبت إلا أن تظل دار لقمان على حالها …مما يؤكد بشكل جلي، بأن لمحكمة المسؤولين واسع النظر …..