جلس يتملى الحسان على كرسي خشبي بالحديقة ، وهو يتحسر على فاضمة التي ترهل لحمها وشاخت مشاعرها ، جلست فاتنة بجواره فجأة وهي تبتسم، رزق من السماء قد نزل عليك ..شفتان دسمتان ..عطر فواح .. لعلها...؟ تجرأ على نظراتها الولهى فتزحزح ، ابتسمت مفرجة عن أسنان بيضاء مصفوفة بإتقان ، وضع يده على ركبتها، بدت حملا وديعا ، تأكد .. قال في شبه همس: أحيانا ينتابني ضعف.. لكن لا تهتمي، الحبة الزرقاء ستقوم بالواجب. أغرقت في الضحك : - كا..كا...كا....كا...... - لم تضحكين كاكاكاكا.....؟ سأعطيك حتى ترضين. قالت وهي تغالب ضحكة قوية : كا.. كاميرا خفية... ................................. ابن الحلال قرب المقهى تعرف عليه بالصدفة ، جر كرسيا ودعاه إلى الجلوس ، تذكر أمه المريضة ،التحليلات ..الأدوية ...ألمٌ استقر في مكان ما في الصدر يذهب ويجيء..، لاشك أن الحل بيد ابن الحلال هذا، شكرا لك يارب ،التفت إليه متسائلا: - قل لي يا دكتور ، ما تخصصك؟ - العَرُوض، محسوبك دكتور في الأدب العربي. .................................... الفتوَة كلما جلس ، كان يتحاشى نظراتها النارية ولسانها السليط ..تعتمل مشاعرها غضبا فيرتعش فرقا ..مرق فجأة فأر بين رجليها فأطلقت صرخة تستنجد به ، هب هو ورماه بفردة حذائه ، أخذه من ذنبه وشيعه الى صندوق القمامة على أنغام خفقات قلبها .جلس أخيرا وهو يمسد شاربه الأسود الطويل.